أكدت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، مدير تحرير جريدة الأهرام والمتخصصة في الشأن السوداني، أن مسار الحرب الدائرة في السودان أصبح يسير نحو عبثية مدمرة لا طائل منها، مشددة على أن "الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو الشعب السوداني"، الذي بات — على حد قولها — هدفًا لمحاولات التقسيم على أسس جهوية وقبلية وعرقية تهدد بقاء الدولة ووحدتها الوطنية.
وجاءت تصريحات الحسيني، خلال ندوة نظمها اتحاد كُتّاب مصر بالنقابة العامة للاتحاد تحت عنوان «لا لتقسيم السودان»، والتي أقامتها لجنة الحريات برئاسة الشاعر مصباح المهدي، بمشاركة الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي ووزيرة خارجية السودان السابقة، واللواء طارق المهدي وزير الإعلام المصري الأسبق.
وقالت الحسيني، إن ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد صراع سياسي أو تنافس على السلطة، بل هو تآكل تدريجي لكيان الدولة السودانية نفسها، مؤكدة أن أصوات المدافع لا يمكن أن تبني وطنًا، وأن "كل يوم يمر في الحرب يُفقد السودان جزءًا من نسيجه الاجتماعي وتوازنه التاريخي".
وأضافت أن وحدة السودان تتعرض الآن لمحاولات تمزيق خطيرة، وأن الهدف الخفي من استمرار النزاع هو تفكيك الدولة وتفريغها من مضمونها القومي والإقليمي.
وأشارت الحسيني إلى أن العودة إلى طاولة الحوار هي الخيار الوحيد الممكن، داعية جميع أطراف الصراع إلى تغليب صوت العقل والإنسانية، والقبول بحلول سياسية تضمن مشاركة جميع القوى دون إقصاء أو انتقام.
وذكرت بأن السودان "ليس حديث العهد بالحروب"، فقد خاض معارك طويلة منذ الاستقلال، كان أبرزها حرب الجنوب التي انتهت — رغم مآسيها — بالجلوس إلى مائدة التفاوض، مؤكدة أن "السلام المتأخر خير من الحرب الدائمة".
واختتمت الحسيني حديثها بالتعبير عن أملها في أن تفعل توصيات اللجنة الرباعية بشأن السودان، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، مؤكدة أن دعم هذه المبادرة هو السبيل الواقعي لوقف إطلاق النار وإعادة فتح الأفق أمام عملية سلام شاملة تحفظ ما تبقى من الوطن السوداني وتعيد الثقة لشعب أنهكه الصراع.





            






0 تعليق