قال الدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إن إسرائيل تعمل على ترسيخ نموذج السيطرة المطلقة كما هو الحال في الضفة الغربية والجنوب اللبناني، حيث تمتلك مفاتيح وقواعد اللعبة، فتقصف وتتوغل وتغتال متى تشاء، وتسعى لفرض هذا النموذج في قطاع غزة.
وأضاف "الدجني"، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تبحث عن ذرائع لتبرير عملياتها، مشيرًا إلى عمليتين في رفح لم تتبنّهما المقاومة، وسط شكوك واحتمالات متعددة، لا يمكن ترجيح أحدها دون تحقيق مستقل يكشف من أطلق النار، خاصة أن المقاومة نفت علاقتها بهذه العمليات وأكدت التزامها بالاتفاق.
وأوضح أن هناك احتمالًا بأن تكون جهات أخرى، ربما ميليشيات تعمل لصالح الاحتلال، وراء هذه العمليات؛ بهدف استمرار الحرب وتحقيق مكاسب ميدانية، سواء بتعليمات إسرائيلية أو بشكل مستقل.
وفيما يتعلق بملف الجثامين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، أكد "الدجني" أن إسرائيل والوسطاء، وعلى رأسهم الوسيط الأمريكي، يدركون أن هناك حالات فقدان وتعذر في الوصول إلى بعض الجثامين، وهو ما يستوجب من إسرائيل تقديم الإحداثيات والمعلومات اللازمة لغرفة العمليات في القاهرة، وتسهيل دخول المعدات الثقيلة والفرق الفنية، خاصة المصرية والتركية، للمساعدة في البحث، نظرًا لخبرتهم في التعامل مع الكوارث.
وأشار إلى أن آلاف الشهداء الفلسطينيين لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض؛ بسبب ضعف الإمكانيات في غزة، ما يجعل المسؤولية على إسرائيل في تذليل العقبات، لكنها بدلًا من ذلك تستغل الضوء الأخضر الأمريكي لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة، بهدف فرض قواعد جديدة يقبل بها المجتمع الدولي، والوصاية على غزة، وحتى فرضها على الشعب الفلسطيني، دون اعتبار لمبادرة ترامب أو الاتفاقات القائمة.












0 تعليق