سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على الاحداث المشتعلة في الفاشر، مشيرة الى أن مخاوف خطيرة على المدنيين بعد إعلان ميليشيات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.
وزعمت ميليشيات الدعم السريع إنها استولت على مدينة الفاشر غربي السودان، والتي كانت تحاصرها منذ أكثر من عام، ما أثار مخاوف شديدة بشأن مصير مئات الآلاف من المدنيين العالقين داخل المدينة وسط الحرب الدائرة في البلاد.
وأعلنت الميليشيات، أنها سيطرت على القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش في المدينة الواقعة بإقليم دارفور، حيث أُعلن العام الماضي عن حدوث مجاعة في أحد مخيمات النزوح هناك.
الجيش السوداني لايزال في مواقع اكثر تحصينا
في المقابل، أكدت قوات المقاومة الشعبية الموالية للجيش أن القوات النظامية ما تزال في "مواقع أكثر تحصيناً"، مشيرة إلى أن سكان المدينة "ما زالوا يقاومون الميليشيات الإرهابية".
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إنه "يشعر بقلق بالغ" من التقارير التي تفيد بتوغل المقاتلين داخل المدينة وقطعهم طرق الخروج، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وتأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في المغادرة.
من جانبها، ذكرت ميليشيات الدعم السريع أنها ملتزمة "بتوفير الممرات الآمنة لكل من يرغب في الانتقال إلى مناطق أخرى، وضمان الحماية اللازمة لجميع الموجودين داخل المدينة".
تشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023، جراء تمرد الدعم السرع في البلاد، ما ادى ى مواجهة مفتوحة في العاصمة الخرطوم، قبل أن تمتد سريعاً إلى مختلف أنحاء البلاد.
وبحلول الذكرى الثانية لاندلاع الصراع، كان أكثر من 13 مليون شخص قد نزحوا، فيما يحتاج نصف سكان السودان البالغ عددهم 51 مليون نسمة إلى مساعدات غذائية.
ورغم أن الجيش السوداني استعاد السيطرة على الخرطوم في مارس 2025، ما سمح بعودة عدد من السكان، إلا أن القتال استمر في مناطق الجنوب والغرب، حيث فرضت ميليشيات الدعم السريع حصاراً على مدينة الفاشر في مايو 2024.
وفي أغسطس الماضي، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من الفاشر، بينما بقي نحو 260 ألفاً محاصرين دون إمكانية تلقي المساعدات.
ويُعيق انقطاع الاتصالات والانترنت عبر الأقمار الصناعية وصول المعلومات المستقلة من المدينة، لكن شهوداً تمكنوا من مغادرة الفاشر إن بعض الفارين قُتلوا على أيدي ميليشيات الدعم السريع.
في الوقت نفسه، أعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن قلقها إزاء اعتقال الصحفي معمر إبراهيم، بعد انتشار مقاطع فيديو تُظهره محاطاً بمقاتلين من الدعم السريع، وطالبت بإطلاق سراحه "فوراً ودون شروط".
وإذا تأكدت سيطرة ميليشيات الدعم السريع على المدينة، فإن ذلك يعني أنها باتت تفرض نفوذها على الولايات الخمس لإقليم دارفور. وحذر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي إلى تقسيم فعلي للسودان.












0 تعليق