ولد ديفيد بوم في 20 ديسمبر 1917 في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشأ في بيئة علمية تشجع الفضول والاكتشاف، منذ صغره أظهر شغفًا بالرياضيات والعلوم، مما دفعه لمتابعة دراسة الفيزياء النظرية، وهي المجال الذي سيترك فيه بصمة كبيرة على مدى القرن العشرين.
التعليم والمسيرة الأكاديمية
درس بوم الفيزياء في جامعة شيكاغو، حيث أتم دراسته الجامعية، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، خلال هذه الفترة، بدأ في الانغماس في ميكانيكا الكم، وطور فهمًا عميقًا للأنظمة الذرية والجزيئية، مما مهد الطريق لإسهاماته العلمية الكبرى.
إسهاماته في الفيزياء النظرية
يعتبر بوم أحد أبرز علماء الفيزياء النظرية في القرن العشرين، وله تأثير كبير في ميكانيكا الكم والفلسفة العلمية، من أبرز أعماله:
نظرية تفسير بوم للميكانيكا الكمومية: قدم نموذجًا بديلًا لتفسير ميكانيكا الكم، يربط بين الذرات والجسيمات بشكل واضح وواقعي.
فكرة اللامحلية: أظهر أن جسيمات الكم مرتبطة ببعضها البعض بطريقة تتجاوز الفضاء التقليدي، ما أحدث ثورة في فهم التفاعل الكمي.
الاهتمام بالفلسفة والوعي: ساهم في ربط الفيزياء بالفلسفة، مستكشفًا العلاقة بين العقل والواقع، مما فتح آفاقًا جديدة في التفكير العلمي والفلسفي.
تأثيره على العلم والفكر
أفكار بوم لم تقتصر على الفيزياء فحسب، بل امتدت إلى الفلسفة وعلم النفس، حيث ألهم العديد من العلماء للتفكير خارج النماذج التقليدية، كتب بوم عدة مؤلفات تناولت العلاقة بين الوعي والعالم الفيزيائي، مما جعله شخصية محورية تجمع بين العلم والفكر العميق.
حياته الشخصية
على الصعيد الشخصي، كان بوم معروفًا بتواضعه واهتمامه بالنقاشات العلمية والفلسفية، وقد عاش حياة بسيطة مكرسة للبحث والتعليم والتفكير النقدي، بعيدًا عن الشهرة الإعلامية، ولكنه ترك إرثًا علميًا وفكريًا عميقًا.
وفاته وإرثه العلمي
توفي ديفيد بوم في 27 أكتوبر 1992، تاركًا إرثًا غنيًا في الفيزياء النظرية والفلسفة العلمية، يعتبر إرثه مصدر إلهام للعلماء والباحثين الذين يسعون لفهم طبيعة الواقع والكون بطرق جديدة، أعماله العلمية والفلسفية لا تزال تدرس وتناقش في الجامعات والمراكز البحثية حول العالم، ويظل اسمه حاضرًا في تاريخ الفيزياء والفكر المعاصر.












0 تعليق