العيون على مصر.. «الدستور» تتابع من أمريكا والصين وفرنسا: «العالم ينتظر المتحف الكبير»

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يترقب العالم بأَسره الحدث الثقافى الأهم فى التاريخ الحديث، وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يُعد أعظم صرح أثرى وحضارى يشهده القرن الحادى والعشرون، فبعد سنوات من العمل الدءوب والتخطيط الدقيق، تستعد مصر لفتح أبواب هذا المتحف الأسطورى أمام الزوار، ليكون نافذة فريدة على تاريخٍ يمتد لآلاف السنين، يجسد عبقرية المصرى القديم وإبداعه الذى لا يُضاهى. 

ولا يقتصر الافتتاح المنتظر على كونه حدثًا أثريًا فحسب، بل هو رسالة من مصر إلى العالم تؤكد فيها أن الماضى المجيد يمكن أن يكون جسرًا نحو المستقبل، وأن الحضارة المصرية ما زالت تنبض بالحياة وتستحق مكانتها الرفيعة بين حضارات الأرض

«الدستور» تنقل ردود الأفعال، من ٣ دول حول العالم، حول الافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل.

باريس جيهان جادو: مشروع ضخم يمثل منارة حديثة للعلم والجمال والإبداع 

البداية كانت من فرنسا، حيث أشادت مسئول المراسم بوزارة الثقافة الفرنسية، الدكتورة جيهان جادو، بالمتحف المصرى الكبير، واعتبرته هدية مصر للعالم، مؤكدة أن افتتاح هذا الصرح الحضارى يعد إنجازًا وطنيًا وتاريخيًا يعكس عظمة التاريخ المصرى وروعة الحضارة الإنسانية.

وقالت إن المتحف المصرى الكبير هو مشروع ضخم يعكس الريادة الثقافية لمصر، وهو رسالة فخر إلى العالم بأن أرض الكنانة ما زالت منارة للعلم والجمال والإبداع والثقافة، مشيرة إلى أن المتحف، الذى يُعد من أبرز المشروعات القومية فى مصر، يمثل بوابة حضارية كبيرة تربط الماضى العريق بالحاضر الحديث، مُضيفة أن أهمية المتحف تكمن فى كونه رمزًا قوميًّا للحضارة والثقافة المصرية، حيث يحتوى على مقتنيات ثمينة لا توجد فى أى متحف آخر بالعالم.

ولفتت إلى أن المتحف سيُصبح الوجهة التاريخية والحضارية لمصر المستقبل، مؤكدة أنه سيسهم فى تحقيق طفرة سياحية كبيرة من خلال جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم بدوره فى تنشيط الاقتصاد المصرى عبر السياحة والتوظيف والخدمات المحيطة بالمتحف.

وأضافت أن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مشروع سياحى، بل استثمار طويل الأمد فى التنمية القومية، إذ يشمل مراكز أبحاث وترميم وتعليم متقدمة تخدم الباحثين المصريين والدوليين، مشددة على أن العالم كله ينتظر افتتاح المتحف، لأنه ليس مجرد متحف موجه لمصر فقط، بل هو هدية من مصر إلى البشرية جمعاء، حيث يعرض كنوزًا تمثل إحدى أقدم وأعظم الحضارات فى التاريخ الإنسانى.

وذكرت أن المتحف يقدم قصة الإنسان منذ فجر التاريخ من خلال آثار تعكس تطور الفكر والفن والدين والعلوم فى مصر القديمة، التى شكلت أساسًا لحضارات أخرى فى العالم، مختتمة: «المتحف يؤكد أن مصر كانت وما زالت أرض السلام والعلم والحضارة، ويبعث رسالة إلى العالم مفادها أن الثقافة والتراث هما طريق التفاهم بين الشعوب».

واشنطن فرانك مسمار: مركز رائد لحفظ ودراسة التراث المصرى القديم وعرضه بتقنيات متطورة

أكد رئيس المجلس الاستشارى بجامعة ماريلاند بأمريكا، فرانك مسمار، أن الحضارة المصرية القديمة مهمة لمساهماتها الهائلة فى العلوم والتكنولوجيا والفنون والدين، ولأثرها الثقافى طويل الأمد على المجتمعات اللاحقة، مضيفًا أن مصر القديمة ازدهرت على ضفاف نهر النيل لآلاف السنين، ووضعت معايير عالية للحضارات اللاحقة، وأرست أسس العديد من جوانب العالم الحديث.

وقال إن المتحف المصرى الكبير يكتسب أهميته من كونه أكبر متحف أثرى فى العالم مخصص لحضارة واحدة، ويمثل مركزًا ثقافيًا رائدًا لحفظ ودراسة التراث المصرى القديم، كما يوفر تجربة غامرة لا مثيل لها للزوار من خلال عرض قطع أثرية بتقنيات متطورة، وإطلالات خلابة على أهرامات الجيزة.

وأشار إلى أنه فى الحضارة المصرية طوّر المصريون القدماء نظامًا رقميًا قائمًا على العدد ١٠، مشابهًا للنظام العشرى الحديث، فكان تطبيقهم العملى للهندسة أساسيًا لمسح الأراضى بعد فيضانات النيل السنوية، ولإنجازاتهم الهندسية، مثل بناء الأهرامات، كما تميّز الطب المصرى القديم بتقدم ملحوظ فى عصره، حيث مارسوا تقنيات الجراحة، والتحنيط، وطب الأسنان، ووثّقوا معارفهم فى نصوص طبية مثل بردية إيبرس.

ورأى أن المتحف المصرى يتحدى السرديات الغربية عن مصر القديمة، بعرض تاريخها من منظور محلى وإنسانى، فبدلًا من اعتبارها أعمالًا فنية منفصلة، تُعرض القطع الأثرية لتروى قصة الحضارة التى صنعتها، لافتًا إلى أن المتحف يضم أكثر من ١٠٠٫٠٠٠ قطعة أثرية- بما فى ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التى تضم أكثر من ٥٫٠٠٠ قطعة- فى مكان واحد، ويقدم قصة موحدة ومتواصلة عن الحضارة المصرية القديمة.

بكين نادر رونج: منصة للتبادل الثقافى تُعزز مكانة مصر كوجهة عالمية

وصف الدكتور نادر رونج، عضو مجلس إدارة الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط، افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنه حدث بارز على الساحة الثقافية العالمية، مؤكدًا أن المتحف لا يُعد مجرد مساحة لعرض الآثار، بل يحمل مغزى عميقًا متعدد الأبعاد فى مجالات الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الصورة الوطنية، وفتح أفق التبادل الثقافى الدولى.

وأشار «رونج» إلى أن المتحف المصرى الكبير الذى يعد من أكبر المتاحف الأثرية فى العالم، يحتفظ ويعرض أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية من مصر القديمة، ومن أبرز هذه القطع مجموعة توت عنخ آمون التى تعرض بشكل شامل لأول مرة.

واعتبر أن المتحف لا يقتصر فقط على حماية هذا التراث الثمين، بل يُعيد تنشيطه ويعرضه باستخدام تقنيات رقمية حديثة، مثل الرسوم المجسمة «الهولوجرام» والجولات الإرشادية المعززة بالواقع المعزز، ما يعزز قدرة الأجيال المقبلة على التفاعل مع هذا الإرث الحضارى بطريقة مبتكرة وغامرة.

وأضاف أن المتحف المصرى الكبير، الذى يقع بجوار أهرامات الجيزة، لا يقتصر على كونه معلمًا ثقافيًا ضخمًا، بل يحمل فى تصميمه المعمارى حوارًا بين الماضى والحاضر، موضحًا أن تصميمه يجمع بين عناصر من تاريخ مصر العريق والجماليات المعمارية الحديثة، ما يبرز صورة مصر كدولة تصل الماضى بالمستقبل، واصفًا إياه بـ«هدية مصر للعالم أجمع».

وأشار إلى أن المتحف المصرى الكبير يتجاوز دوره التقليدى كوجهة سياحية أو ثقافية ليصبح منصة حيوية للتبادل الثقافى والتعليم، حيث يتضمن المتحف قاعدة بيانات ثلاثية الأبعاد للآثار عبر موقعه الإلكترونى، مما يتيح للباحثين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى محتوياته.

كما أضاف أن المتحف يخصص أيضًا «مدرسة الحضارة» التى تقدم دروسًا محاكاة فى علم الآثار للنشء، ما يعزز دور المتحف فى تعليم الأجيال الشابة وإلهامهم بالحضارة المصرية القديمة.

وفى الختام، أكد أن المتحف لا يقتصر فقط على الحفاظ على التراث المصرى القديم، بل يعيد أيضًا تشكيل الصورة الثقافية الحديثة لمصر، وأنه من خلال حجمه الهائل، ومقتنياته القيمة، وتطبيقاته التكنولوجية المتطورة، يُعد منصة حيوية للتبادل الثقافى والتعليم، مما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية.

 مصريون فى الخارج: وجهة سياحية عالمية ينتظرها الملايين للزيارة والاستمتاع

قال يوسف عبدالقادر، رئيس المنظمة المصرية البلجيكية الأوروبية، إن المتحف المصرى الكبير يعد من أبرز الصروح الثقافية العالمية، إذ يجسد هوية مصر القديمة فى أبهى صورها، ويعتبر تجربة فريدة من نوعها تجمع بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة فى عرض الموروث الإنسانى.

وأضاف «عبدالقادر»، لـ«الدستور»: «هذا المشروع الحضارى يعكس التزام مصر بالحفاظ على إرثها الثقافى وتقديمه للعالم بأسلوب مبتكر يليق بمكانتها التاريخية، وافتتاح المتحف المنتظر لا يعد حدثًا محليًا فقط بل هو مناسبة إنسانية تلامس وجدان الجميع، وتشهد احتفاءً عالميًا بإرث الحضارة المصرية، التى تظل مصدر إلهام وفخر للبشرية كلها».

وأشار إلى أن مصر، من خلال هذا الصرح الثقافى، ستمكن الأجيال القادمة من اكتشاف عظمة الحضارة المصرية، كما ستتاح الفرصة للعالم لاكتشاف أبعاد جديدة للتاريخ المصرى القديم، معربًا عن تمنياته بالتوفيق للقائمين على الحملة الإعلامية الخاصة بافتتاح المتحف.

ولفت إلى أن الحملة تمثل خطوة مهمة فى تعريف العالم بقيمة هذا الإنجاز الوطنى الكبير، الذى يعد علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، معربًا عن ثقته بأن المتحف المصرى الكبير سيظل أحد المعالم الثقافية الرائدة التى تبرز مكانة مصر على الساحة العالمية.

فيما اعتبر ماجد سعد، رئيس المنظمة المصرية الألمانية، أن المتحف المصرى الكبير يمثل نقلة نوعية وتاريخية لمصر وللعالم أجمع. وقال: «المتحف ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو صرح علمى وحضارى يعيد تقديم قصة الحضارة المصرية بطريقة تفاعلية وغير مسبوقة، ما يثرى الفهم العالمى لتاريخنا العريق، خاصة مع عرض المجموعة الكاملة لكنوز توت عنخ آمون، لأول مرة».

وأضاف: «الافتتاح المرتقب سيكون له تأثير كبير على الصعيدين السياحى والاقتصادى، إذ يسهم فى تعزيز مكانة مصر كوجهة ثقافية رائدة على مستوى العالم، ما سيجذب شريحة جديدة من الزوار المهتمين بالتراث والتاريخ».

وأشار إلى أن هناك ترقبًا عالميًا كبيرًا لهذا الحدث، الذى يُعد واحدًا من أهم المشروعات التراثية التى تفتتح فى العقود الأخيرة، معربًا عن اعتقاده بأن المتحف يعكس التزام الدولة المصرية بالحفاظ على إرثها الثقافى، وعرضه بأعلى المعايير العلمية والفنية.

الأمر نفسه أكده الدكتور مصطفى رجب، مدير بيت العائلة المصرية فى لندن رئيس اتحاد الكيانات المصرية فى أوروبا، بقوله إن قرار افتتاح المتحف المصرى الكبير جاء فى توقيت بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن المشروع العملاق يعيد لمصر مكانتها الثقافية والحضارية على خريطة العالم، بعد أن ظل محط أنظار المهتمين منذ بدء مراحل إنشائه.

وأضاف «رجب»: «قرار إنشاء المتحف المصرى الكبير كان قرارًا جريئًا وشجاعًا، بعد أن أصبحت مساحة المتحف القديم فى التحرير غير قادرة على استيعاب المقتنيات الأثرية الضخمة، والمتحف الجديد جاء ليكون صرحًا عالميًا يجسد حضارة مصر القديمة بطريقة تليق بعظمتها».

وأوضح أن وفد اتحاد الكيانات المصرية فى أوروبا زار المتحف خلال مراحل إنشائه، واطلع على الجهود الهائلة التى بُذلت لإخراجه بهذه الصورة المشرفة، مشيدًا بالتنظيم الداخلى والأقسام المتنوعة التى تراعى راحة الزائر وتقدم تجربة ثقافية وسياحية متكاملة باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.

ونوه بأن المقتنيات داخل المتحف كثيرة للغاية، والزائر قد يحتاج من يومين إلى أسبوع كامل لاستكشاف جميع المعروضات التى توثق تاريخ مصر عبر مختلف العصور.

وواصل: «المتحف يقدم للسائحين تجربة غير مسبوقة، تجمع بين التعليم والترفيه، وتجعل الزائر يعيش تفاصيل الحضارة المصرية بتسلسلها التاريخى، خاصة أن التاريخ المصرى يُدرّس فى أغلب مدارس العالم، وهناك فرصة عظيمة يمكن استثمارها من خلال التنسيق بين المكاتب السياحية المصرية فى الخارج والجهات التعليمية الدولية، لتنظيم رحلات مدرسية لزيارة المتحف المصرى الكبير، وهذه الخطوة ستكون وسيلة فعالة لتنشيط السياحة وتعميق الوعى بالحضارة المصرية بين الأجيال الجديدة».

وتابع: «كثير من الطلاب الأجانب الذين يدرسون الحضارة المصرية يمتلكون معرفة مدهشة بتفاصيلها، وبعضهم يعرف معلومات تفوق ما نعرفه نحن كمصريين، لذا فإن زيارة هؤلاء الطلاب للمتحف ستجعل ارتباطهم بمصر أقوى وأكثر عمقًا».

وأشاد «رجب» بتطوير الطرق المحيطة بالمتحف وإنشاء مطار قريب منه، معتبرًا أن هذه الإجراءات أسهمت فى تسهيل حركة السياح وتوفير الوقت والجهد. وقال: «الحكومة المصرية نجحت فى تهيئة كل العوامل اللوجستية التى تضمن تجربة مريحة وممتعة للزائر، والمصريون فى الخارج، خاصة فى أوروبا، يولون اهتمامًا كبيرًا لافتتاح المتحف، حيث يقومون بنشر المعلومات والتفاصيل الخاصة بموعد الافتتاح عبر منصاتهم للمساهمة فى الترويج له، لأن هذا الحدث سيكون محور اهتمام عالمى فى الأشهر المقبلة».

واختتم حديثه بالقول: «المتحف المصرى الكبير ليس مجرد صرح أثرى، بل رمز لنهضة مصر الجديدة، وسيكون وجهة سياحية عالمية يقصدها الملايين من مختلف أنحاء العالم، والمصريون بالخارج يتمنون لمصر دوام الرخاء والازدهار، وأن يكون هذا الافتتاح بداية لعصر جديد من التألق الحضارى والسياحى».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق