وسط حضور ثقافي لافت، انطلقت مساء اليوم فعاليات حفل توقيع وإطلاق رواية "حامل مفتاح المدينة" للكاتب والطبيب د.أسامة علام، الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، وذلك بمبنى القنصلية بوسط القاهرة.
شهد اللقاء مناقشة أدبية ثرية شارك فيها كل من الروائية نورا ناجي والسيناريست والكاتب الصحفي محمد هشام عبية، حيث دار الحوار حول تداخل الواقع بالخيال في عملٍ يتناول رحلة طبيبٍ يبحث عن المعنى وسط المدن والعوالم المتعددة.
وفي كلمته، عبّر الدكتور أسامة علام عن سعادته بعودة روايته إلى القاهرة، قائلًا: "القاهرة تسعدني بكمّ الود والمحبة، وحين أقول إنني أحبها فأنا صادق جدًا. وُلدت في ليبيا، وتربيت في سلطنة عُمان، وعدت إلى القاهرة في سنوات الجامعة. بعدها سافرت إلى فرنسا للحصول على الماجستير من مدينة تولوز، ثم إلى كندا حيث أكملت الدكتوراه ودرّست في جامعة مونتريال، قبل أن أستقر في مدينة إدمونتون، وهي مدينة مليئة بالأرانب والذئاب."
أضاف أن رحلته مع الطب البيطري كانت محورًا أساسيًا في تكوينه الإنساني، قائلًا:"كوني طبيبًا بيطريًا منحني حسًّا خاصًا بالحياة والكائنات، ثم سافرت إلى أمريكا وعشت في ثلاث مدن مختلفة، إلى أن استقر بي المقام في نيويورك حيث أمتلك مستشفى هناك."
وتحدث علام عن البذرة الأولى لفكرة الرواية، قائلًا:"كانت لدي مستشفى في نيويورك، وكان يعمل معي شاب سكندري اسمه محمد رفـاعي. استأجرت له شقة أمام المستشفى، وحين سافر لتجديد الفيزا، ترك المفتاح معي. استخدمت الشقة لفترة قصيرة، وفي يوم جاءت زوجتي لتقيم معي، فطلبتُ منها تغيير المفتاح. وعندما عدت من العمل فوجئت بأن المفتاح الجديد يفتح باب المستشفى أيضًا! لحظتها نظرت إلى المفتاح بدهشة، وشعرت أن ثمة حكاية يجب أن تُروى، ومن هنا بدأت الرواية."
وكشف الكاتب أن بعض أحداث الرواية وشخصياتها مستوحاة من وقائع حقيقية، قائلًا:"كتبت الرواية على فترات طويلة، وكنت قد توقفت عن الكتابة يوم 7 أكتوبر بسبب ما شهده من أحداث مؤلمة، لكن لقاءً صادفني لاحقًا كان ملهمًا بما يكفي لأكمل العمل. في الرواية قصص حقيقية مثل قصة الروسي، وشخصيات مأخوذة من الحياة ذاتها."
وتوقف علام عند تفصيلة محببة في الرواية عن السيرك والمهرج، موضحًا:"أحببت السيرك منذ طفولتي، كنت في الخامسة عندما شاهدته لأول مرة، وانبهرت بالمهرجين والكرسي الدوّار. هناك سيرك حقيقي اسمه (خافيير) تناولته في الرواية، وكنت أعرف أحد المهرجين فيه. وعندما عاد السيرك لاحقًا علمت أنه غادر، فكتبت عنه. ربما تبدو أمنية طفولية، لكني تمنيت أن أكون مهرجًا، والكتابة جعلتني أعيش هذا الحلم بين السطور."
واختُتمت الندوة بتوقيع الرواية وسط تفاعل الحضور الذين انشغلوا بالحديث عن رمزية "المفتاح" الذي يفتح الأبواب المغلقة، ويقود إلى عوالم جديدة داخل النفس البشرية، تمامًا كما فعل الكاتب الذي مزج في روايته بين الواقع والدهشة والخيال.















0 تعليق