قال الكاتب القاص والناقد أسامة ريان عن "المسافة صفر – إلى روميو" للكاتب القاص والسينارسيت محمد رفيع، اختار قالب "رسالة" يوجهها المحب إلى كبير المحبين المعروفين في الثقافة العالمية.
فالتقط المصطلح الذي شاع إبان اشتعال الحرب بياناتها العسكرية، والتي استبدلت مفردات مثل تلاحم، وأحيانا "استخدام سلاح أبيض" وكأنما يخفف هذا من بشاعة الحدث
جاء ذلك خلال فعاليات ندوة " أمسية قصصية، التي يعقدها “منتدى أوراق” التي تقيمة مجلة حرف الثقافية التابعة لمؤسسة الدستور، ويديره الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله.
محمد رفيع قدم غزليات منتحلة في ظرف بالغ القسوة
وتابع ريان: تدخل هنا محمد رفيع بجعل هذه المسافة صفر دلالة على تلاحم حميم في حبِ يقهر حالة الحرب. يتوالى الابداع تصويرًا ومجازافي هذا الاتجاه "الجمالي" ليبرر غزليات منتحلة في ظروف بالغة القسوة من قصفِ ودمار بين محبين مستهترين بموت يحيق بهما، ويظلهما الشعور بالانتصار بقبلاتهما في مواجهة فوهات بنادق الجنود "المرتجفون" حائرون في مواجهة هذا التلاحم الانساني بالحب، والذي فاق كل ما يتصورونه من بطش.
مصطفى سليمان عمل على تثوير مجتمع راكد في أزمنة غير محددة
أشار ريان إلى أن الكاتب الروائي والقاص مصطفى سليمان في قصته "البدينة والفتى"، يقود القص هنا راوي عليم يمهد في إشارات متناثرة إلى "تثوير" مجتمع راكد ! في زمان او أزمنة غير محددة، لعله يرى أنها مستمرة أيضًا بمضارعة الأفعال في النص، ربما بإصرار. لذلك فهو ينتقي وقائع مشهورة –بغموض- عبر التاريخ، يغلب عليها أن يقتل ثائر –هنا جعله عبدًا- ملكًا أو سيدأ يعاني المجتمع من ظلمه، الذي تبدى في هلع الفلاحة حاملة قدح الحليب للسيد. وبعد التخلص من جثة هذا "السيد" تحلّ مشكلة تخبط الجموع في من يخلفه، هنا جعل الكاتب من السمينة –زوجة السيد القتيل- متحكمة في من يحكم (كزوج مناسب أو شريك طبقي لها ) فترفض الارتباط بالشاب الثائر –قائد الثورة- منتقية "قائد الحرس" وقد تزيا بثياب السيد.
هايدي فاروق قدمت فقد جماليات الحياة كجرح لن يندمل
أما عن قصة “ لن أبكيك يا أمي ” للكاتبة القاصة هايدي فاروق، عنها قال ريان: يبد العنوان مؤلمًا، وربما غير مألوف، فالساردة المخاطِبة هنا، فيما يبدو إعترافًا، تنتهج صياغة بلهجة شديدة الجفاء في علاقة تعارف الأدب فيها على النعومة الفائقة ! وهي علاقة الأمومة، وخاصة بين الأم ابنتها. فالساردة هنا تبدو "حانية" على أمها وتصطحبها إلى المستشفى، لكن هيهات،فمنذ البداية تبدي عدم تعاطفها –التاريخي- معها وقد وصلت إلى نهاية مشوار حياتها أمام المستشفى، متثاقلة –تبدو بلا مساعدة-لتصعد درجة واحدة. جاء هذا المشهد كفيلًا لتفجير طاقة غضب كامنة في نفس إبنتها التي حُرمت من الأمومة (ربما يحتفظ وعيها بتصور وحدة تنتظرها) بسبب إنسياق هذا الأم لحركة المجتمع الظالمة في ختان البنات (تكتشف الابنة بعد ذلك أثناء نضجها عبثية هذا "المقدس" المكذوب المدمر لحيوات كثيرات من البنات) ويتوالى القص بقسوة في رصد ارهاصات هذا الظلم بحجج واهية عانت منها الذات الساردة ووصفت معاناتها بدقة، خاصة في مشاعر فقد جماليات الحياة وأخطرها فقدان الأمومة، كجرح لا ولن يندمل، فهل هو إنتقام (حاني) ؟
طارق محرم قدم قصة مرحة مليئة بسخرية قاسية من بطلها الطبيب
أما عن قصة"العملية"للكاتب القاص طارق محرم، اشار ريان الى ان تبدو القصة مرحة ربما لأن الراوي العليم أخبرنا أن "مجدي" هو شخص موسوس قادم في اجازة عمل من السعودية. فبمجرد أن تحسس وجود "تكتل" في فخذه الأيمن دق أجراس الانذار، والتقط أسماء ثلاثة من الأطباء للأورام بالجوار.
وتابع حديثه وبالطبع يتوقع القارئ هنا مغامرات مع هؤلاء الثلاثة، وهو فعلا ما قام به "مجدي" –المصاب المتألم- لكن عالج الراوي الحكاية بخفة. فبين نصيحة أولهما بضرورة إجراء جراحة لأخذ عينة للتأكد من هذا الورم (حميد/ خبيث)، والثاني الذي بدا –مع قدر من المبالغة- متحرشًا جنسيًا ! . نصل مع الثالث الى قمة الفكاهة، حيث اتم الجراحة في الفخذ الأيسر ! مع تعليق هذا "الطبيب" بأن الأمر بسيط "مؤكد أن أختها ستكون مثلها".
وختم ريان حديثه: وربما تكمن المفارقة في سخرية قاسية من هذا الطبيب –وربما من حالة المجتمع- فبينما مجدي غاضبًا (ويسب الطبيب) يحاول هذا "الطبيب" تهدئته ويرجوه ببساطة –سذاجة ؟- أن يدعو له في مكة (ولم يقل بماذا !) لكن يوجه هذه الدعوة لأمه، وذكر له إسمها (حتى لا ينسى).
















0 تعليق