قال المحلل السياسي الفلسطيني نعمان توفيق العابد، إنّ اللقاءات الجارية في القاهرة بين الحركات والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية تمثل محطة سياسية بالغة الأهمية نحو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وإعادة إحياء مسار المصالحة الوطنية برعاية جهاز المخابرات العامة المصرية.
وأوضح العابد في تصريح خاص لـ “الدستور” أن مصر تواصل دورها التاريخي في دعم وحدة الصف الفلسطيني، مستندة إلى موقف ثابت عبّرت عنه خلال السنوات الماضية، يقوم على رفض الانقسام ورفض كل مشاريع التهجير، والتصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تفكيك الهوية الفلسطينية وتقويض مقومات الدولة المستقلة.
مرحلة حساسة عقب حرب الإبادة في قطاع غزة
وأضاف أن هذه الاجتماعات تأتي في مرحلة حساسة عقب حرب الإبادة في قطاع غزة، والتي كان لمصر فيها موقف حاسم وواضح من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم، مشيرًا إلى أنّ قمة شرم الشيخ الأخيرة شكلت محطة ناجحة في تكريس هذا الموقف العربي الداعم للحقوق الفلسطينية.
تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينيةوتشكيل حكومة وفاق وطني
وبيّن "العابد" أن اللقاءات الحالية في القاهرة تحمل محورين رئيسيين: الأول هو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال انضمام الفصائل غير المنضوية إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وفاق وطني أو حكومة تكنوقراط متفق عليها وطنيًا، إضافة إلى تشكيل لجنة إسناد لإدارة قطاع غزة تكون مرتبطة بالحكومة الفلسطينية.
أما المحور الثاني بحسب "العابد" فيتعلق بالتحضير للمرحلة الثانية من العملية السياسية، والتي تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا وتنسيقًا كاملًا مع الأشقاء العرب، وخاصة جمهورية مصر العربية، بما يضمن جاهزية الموقف الفلسطيني لأي مفاوضات أو مبادرات دولية قادمة.
وأشار إلى أن جهود مصر الحالية تأتي بعد سلسلة لقاءات واتصالات أجراها اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات المصرية مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، بهدف التمهيد لخطوات عملية تضمن استمرار التهدئة وتهيئة الأجواء السياسية للمرحلة المقبلة، مؤكدًا أن ما يجري في القاهرة يعد من أكثر الاجتماعات إيجابية في السنوات الأخيرة، وقد يفضي إلى نتائج ملموسة على صعيد تحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة توافق فلسطينية شاملة.
الدور المصري يظل الركيزة الأساسية في حماية القضية الفلسطينية
وختم تصريحه بالتأكيد على أن الدور المصري يظل الركيزة الأساسية في حماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية السياسية والميدانية، مضيفًا:"إن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحكمة جهاز المخابرات العامة والحكومة المصرية، تواصل العمل على تثبيت خيار الحل السياسي القائم على مبدأ الدولتين، وتدرك أن وحدة الصف الفلسطيني هي الضمانة الوحيدة لصون الحقوق الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على كامل أراضيه المحتلة وعاصمتها القدس."
















0 تعليق