اشتباك بين الجيش والشرطة الألمانية يهز برلين.. ما القصة؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في لحظات قليلة، تحول تدريب عسكري للجيش الألماني في بافاريا إلى حادث ميداني خطير بعدما أطلقت الشرطة النار بالخطأ على جندي شارك في المناورة، ظنًا منها أنه مشتبه به مسلح.

الحادث الذي وقع في مدينة "إردينغ" الهادئة، صباح الأربعاء، أثار صدمة في الأوساط الأمنية والعسكرية، بعدما تبين أن إطلاق النار كان نتيجة سوء تفاهم أثناء تنفيذ مناورة مشتركة، وفقًًا لوسائل الإعلام الألمانية.

الشرطة فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة ملابسات ما حدث 

وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية: إن الشرطة فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة ملابسات ما حدث في إطار مناورة "قوة المارشال" التي شارك فيها مئات العسكريين وعناصر الإطفاء والإنقاذ في أنحاء بافاريا، بينما أكد الجيش الألماني أن جميع الأنشطة كانت منسقة مسبقًا مع السلطات المحلية.

تفاصيل الحادث

أفادت تقارير الشرطة في ولاية بافاريا أن سكانًا محليين أبلغوا عن "رجل يحمل سلاحًا في الشارع"، ما دفع القوات الأمنية إلى التحرك الفوري نحو الموقع.

وخلال دقائق، وقع تبادل لإطلاق النار بين عناصر الشرطة والجندي الذي تبين لاحقًا أنه أحد المشاركين في المناورة.

وقالت الشرطة، في بيان رسمي: "اتضح لاحقًا أن الرجل المسلح كان جنديًا من الجيش الألماني، وكان موجودًا في الموقع ضمن مهمة تدريبية".

وأوضح البيان أن الجندي أُصيب بطلق ناري ونقل إلى المستشفى، حيث تلقى العلاج وغادر لاحقًا بعد استقرار حالته الصحية.

سوء تفاهم تحول إلى حادث إطلاق نار

ذكرت شبكة "دويتشه فيله" أن الحادث وقع أثناء تنفيذ الجيش الألماني مناورة ميدانية ضمن تدريب واسع النطاق باسم "مارشال باور"، يشارك فيه نحو 500 عنصر من الشرطة العسكرية وأكثر من 300 من فرق الطوارئ والإسعاف المدني.

وأشارت الصحيفة إلى أن المناورة كانت تهدف لمحاكاة هجوم على دولة عضو في حلف الناتو، وتجرى في أماكن عامة بدلًا من ساحات التدريب المغلقة، ما زاد من احتمالات وقوع التباس بين المدنيين والجنود.

وبحسب ما نقلته صحيفة "بيلد"، استخدمت الشرطة العسكرية في التدريب ذخيرة صوتية، بينما ردت قوات الشرطة الحقيقية بالذخيرة الحية ظنًّا منهم أن الموقف تهديد حقيقي، وهو ما أدى إلى إصابة أحد الجنود.

التدريبات في بافاريا ستراجع بالكامل لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث

أكد المتحدث باسم القيادة العملياتية في الجيش الألماني أن ما حدث كان "سوء فهم مؤسف"، وأن الطرفين الجيش والشرطة، تعاونا منذ اللحظة الأولى لتوضيح الملابسات.

وأضاف: أن "التدريبات في بافاريا ستراجع بالكامل لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا".

وأشار إلى أن "الواقعية المتزايدة في المناورات تحتاج إلى تنسيق أكبر مع السلطات المدنية".

في المقابل، ذكرت شرطة بافاريا، أن تحقيقًا جنائيًا يُجرى بالتعاون مع الجيش الألماني لتقييم إجراءات السلامة والاتصال خلال المناورات.

مناورات "قوة المارشال"

وتُعد مناورات "قوة المارشال" من أكبر التدريبات التي ينفذها الجيش الألماني هذا العام، وتشمل تدريبات ميدانية في 12 بلدة بافارية شمال ميونيخ، بمشاركة وحدات من الشرطة العسكرية وخدمات الطوارئ.

ووفقًا للجيش الألماني، تهدف المناورة إلى اختبار سرعة الاستجابة في حال تعرض دولة من حلف الناتو لهجوم مفاجئ، عبر تنفيذ تدريبات في بيئة مدنية واقعية.

وأثارت الحادثة نقاشًا واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية بألمانيا حول الحاجة إلى بروتوكولات أكثر وضوحًا بين القوات المسلحة والشرطة المدنية أثناء التدريبات المشتركة.

ووصفت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الحادث بأنه "جرس إنذار" يستدعي إعادة النظر في أساليب التنسيق الميداني وتبادل المعلومات الفوري، لتجنّب أخطاء مشابهة في المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق