قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي، إن نجاح مصر في تحقيق المصالحة سيشكّل تحولًا وطنيًا واستراتيجيًا يعيد للقضية الفلسطينية مكانتها في الوعي العربي والدولي، ويُمهّد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن مصر تستضيف منذ، أمس الخميس، لقاءات بين الفصائل الفلسطينية من أجل الدفع نحو تنفيذ اتفاق شرم الشيخ لوقف اطلاق النار في غزة ودعم المصالحة الفلسطينية.
وأوضح "دلياني" أن الدور المصري في دعم المصالحة الفلسطينية واستكمال اتفاق وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة يُجسّد عمق الارتباط التاريخي بين مصر وفلسطين، مؤكدا أن القاهرة كانت على الدوام الحاضنة التي صانت الوعي القومي العربي وتحملت الجزء الأكبر من مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية في مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي.
الجهود المصرية الحالية تعبر عن إدراك استراتيجي
وأوضح دلياني في تصريح خاص لـ "الدستور" أن الجهود المصرية الحالية تعبر عن إدراك استراتيجي بأن وحدة الصف الفلسطيني تمثل خط الدفاع الأول أمام محاولات دولة الإبادة الإسرائيلية لتفكيك الهوية الوطنية، وتحويل الأرض الفلسطينية إلى كيان مستباح بفعل سياسات الاستيطان والإبادة والتطهير العرقي.
القاهرة تدرك أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة وجودية لحماية المشروع الوطني
وأشار إلى أن القاهرة تدرك أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وجودية لحماية المشروع الوطني في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وقال دلياني إن الاستطلاعات الميدانية تشير إلى أن أكثر من 74٪ من أبناء الشعب الفلسطيني يعتبرون إنهاء الانقسام شرطًا رئيسيًا لصمود القضية الوطنية في مواجهة منظومة الاحتلال والإبادة التي أودت منذ أكتوبر 2023 بحياة أكثر من 68 ألف شهيد وشهيدة في قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذه الأرقام تكشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، لكنها تؤكد في الوقت ذاته عمق الوعي الجمعي بأهمية الوحدة لمواجهة هذا الواقع المرير.
وأضاف دلياني أن المصالحة الوطنية الفلسطينية ليست مجرد تفاهمٍ سياسي بين الفصائل، بل فعل وطني مقاوم يُعيد الاعتبار للقرار الفلسطيني المستقل ويستنهض الإرادة الجمعية لشعبٍ لا تنكسر عزيمته، مشيرًا إلى أن مصر تمثل اليوم الرافعة الأساسية لهذا المشروع الوطني، من خلال رعايتها للحوار الشامل الذي يُعقد في القاهرة بمشاركة مختلف القوى والفصائل الفلسطينية.
المرحلة الحالية تتطلب من جميع الأطراف التحلي بالمسؤولية الوطنية العليا
وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب من جميع الأطراف التحلي بالمسؤولية الوطنية العليا والتعاطي بجدية مع المبادرة المصرية، باعتبارها الطريق الواقعي لإنهاء الانقسام وبناء شراكة سياسية متينة تُعيد توحيد المؤسسات الفلسطينية وتعزز الصمود في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وختم دلياني تصريحه بالتأكيد على أن الدور المصري الراهن هو امتداد طبيعي لموقفٍ تاريخي ثابت يرى في فلسطين جزءًا من الأمن القومي العربي، قائلًا: "نحن نعول كثيرًا على القاهرة التي لم تغب يومًا عن الساحة الفلسطينية، وندرك أن نجاح جهودها في تحقيق المصالحة سيشكّل تحولًا وطنيًا واستراتيجيًا يعيد للقضية الفلسطينية مكانتها في الوعي العربي والدولي، ويُمهّد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس."














0 تعليق