وأوضح السفير بن جامع خلال الجلسة المخصصة لبحث الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أن العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر، واستمرار الحصار والحرمان من الحقوق والإفلات من العقاب، هي ممارسات “مرفوضة تمامًا”، مؤكدًا أن تحقيق العدالة والحرية والسلام والكرامة للشعب الفلسطيني ليس خيارًا، بل هو أمر حتمي”.
وأشار المندوب الجزائري إلى أن أبناء غزة، بعد عامين من القصف والتجويع والعدوان الذي يهدف إلى الإبادة، بدأوا يستشعرون بصيص أمل نحو حياة كريمة ومستقبل قائم على العدالة، معتبرًا أن هذه اللحظة “حساسة ولكنها تحمل بذرة الأمل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.
كما رحّب بن جامع بالجهود التي بذلتها الدول الوسيطة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق غزة دون تأخير أو عراقيل، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي الإنساني.
وفي هذا السياق، ذكّر السفير بـ"واجب إسرائيل بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال"، كما أكده الرأي الاستشاري الصادر حديثًا عن محكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن مشاركة وكالة الأونروا في الجهود الإنسانية أساسية ولا غنى عنها.
وقال بن جامع إن شعب غزة بحاجة إلى وقت للتعافي وإعادة بناء المنازل وفتح المدارس واستعادة الحياة الطبيعية، مشيرًا إلى أن الدمار يتجاوز حدود الخيال، حيث شرّد مئات الآلاف وارتفعت معدلات البطالة لمستويات غير مسبوقة. وأكد أن إعادة الإعمار يجب أن تكون مهمة جماعية تشمل تعبئة المجتمع الدولي بروح التضامن، مضيفًا أن الجزائر ستتحمل نصيبها من هذا الجهد، مع التشديد على أن إعادة الإعمار “لا يجب أن تقتصر على البناء المادي، بل يجب أن تفتح آفاقًا سياسية نحو سلام عادل ودائم يفضي إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة”.
ولم يغفل بن جامع التطورات في الضفة الغربية، حيث ندّد بشدة بمشروع القانون الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، معتبرًا أن ذلك “يكشف بوضوح الطبيعة الاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي” ويُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.
وأكد بن جامع أن التوسع في المستوطنات وعنف المستوطنين ومحاولات الضم تمثل “تهديدًا مباشرًا لجهود السلام، ونسفًا لأسس قيام الدولة الفلسطينية”، داعيًا مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهم في حماية آفاق حل الدولتين.
واختتم ممثل الجزائر كلمته بالتأكيد على أن الجزائر ستواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، وعلى أن العدالة والحرية والسلام في فلسطين ليست فقط مطلبًا إنسانيًا، بل ضرورة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.














0 تعليق