الولاية والكرامة أمران ثابتان بنص القرآن والسنة، ولا يسع أى مسلم إنكار أى منهما، والولاية سر بين العبد وخالقه، وأولياء الله الحقيقيون كانوا يحرصون ما استطاعوا على إخفاء أمرهم، فالولاية ثابتة للأتقياء الأنقياء وليس الأدعياء، وكل دَعىّ ليس بولى.
وأهل الولاية الحقيقيون هم أحرص الناس على التزام سنة النبى، صلى الله عليه وسلم، وهديه، وقد تثبت الولاية لرجل من عباد الله الأتقياء الأخفياء الذين يلقى كل واحد منهم ربه بالسر الذى لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، أما الخطورة ففى ادعاء الولاية- وهو ما لا نتهم به أحدًا- فلم نُؤمر أو نخول بالبحث فى الضمائر، ولكننا نحذر بصفة عامة من ادعاء الولاية قولًا أو تمظهرًا.
ولا يمكن لمسلم عاقل أن يتهم أحدًا بشخصه فى دينه أو عقيدته بلا دليل ولا بينة ولا أن يحكم عليه بكفر أو غيره، فمنهجنا الأزهرى ينأى عن تكفير كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأمر العباد فيما بينهم وبين خالقهم إلى الله وحده.
ودورنا أن نحث الناس على اتباع هدى نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، ونحذر من مخالفة سنته.
ونؤكد عدم اتهام المسلم الذى يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فى إسلامه، فقد أخرج الإمام البخارى، رحمه الله، عن سيدنا عتبان بن مالك، رضى الله عنه، قال: «كنت أصلى لقومى ببنى سالم، وكان يحول بينى وبينهم واد إذا جاءت الأمطار، فيشق علىّ اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إنى أنكرت بصرى، وإن الوادى الذى بينى وبين قومى يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق علىّ اجتيازه، فوددت أنك تأتى فتصلى من بيتى مكانًا، أتخذه مصلى، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: سأفعل. فغدا علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، رضى الله عنه، بعدما اشتد النهار، فاستأذن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلى من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذى أحب أن أصلى فيه، فقام، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر، وصففنا وراءه، فصلى ركعتين، ثم سلم وسلمنا حين سلم، فحبسته على خزير يصنع له، فسمع أهل الدار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى بيتى، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال فى البيت، فقال رجل منهم: ما فعل مالك؟ لا أراه. فقال رجل منهم: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تقل ذاك؛ ألا تراه قال: لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله، فقال: الله ورسوله أعلم، أما نحن، فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله».
فالحرص كل الحرص على اتباع هدى نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، والحذر كل الحذر من مخالفة هديه، صلى الله عليه وسلم.
0 تعليق