قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، إن كتاب “على ضفاف القناة” من أهم الكتب التي تناولت حرب أكتوبر من وجهة النظر العسكرية هو الكتاب الذي ألفه الجنرال الإسرائيلي إبراهيم أدان، أحد أبرز ضباط جيش الاحتلال، موضحًا أن أدان كان مديرًا لسلاح المدرعات وقائد فرقة سيناء عام 1967، وهو الذي أشرف على بناء خط بارليف بالكامل قبل أن يرقى لاحقًا إلى منصب مدير سلاح المدرعات، وشارك في خطة التعبئة العسكرية للجيش الإسرائيلي خلال الحرب.

وأضاف طلحة، خلال حواره ببرنامج “على مسئوليتي”، والمذاع عبر فضائية “صدى البلد”، أن أدان ذكر في مقدمة كتابه أنه أعده بعد مراجعة الأرشيف الإسرائيلي المتعلق بجبهة سيناء، مؤكدًا أن الكتاب يتضمن إشارة واضحة إلى المكالمة التي جرت في الساعة الرابعة صباح السادس من أكتوبر، والتي أكد فيها أن الرسالة والمقابلة مع المصدر وصلت في ذلك التوقيت، ما يعني أن إسرائيل كانت قد تلقت التحذير من مصادرها قبل بدء الحرب بساعات.

وأوضح أن أدان تناول أيضًا في كتابه رد الفعل الإسرائيلي تجاه تلك المعلومات، مشيرًا إلى أن القرار العسكري اتسم بالبطء والتردد، حيث استغرقت القيادات نحو ست ساعات من وقت وصول الرسالة وحتى صدور قرار التعبئة الكامل، وهو ما اعتبره الكاتب الإسرائيلي تأخيرًا تسبب في ضياع الوقت الثمين قبل الهجوم المصري السوري، لافتًا إلى أن رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي حينها طلب تعبئة 400 ألف جندي، بينما وافق وزير دفاع الاحتلال موشيه دايان في البداية على 40 ألفًا فقط، ثم رفع العدد إلى 100 ألف بعد اجتماع مع رئيسة الوزراء جولدا مائير في الساعة العاشرة صباحًا.

ارتباك وتباطؤ القيادة الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الحرب

وأضاف اللواء طلحة أن لجنة "أجرانات" الإسرائيلية التي تشكلت للتحقيق في أسباب الهزيمة نشرت ما يزيد على 20 ألف صفحة من الوثائق، وتمت ترجمتها في جامعة عين شمس بإشراف الراحل الدكتور إبراهيم البحراوي، مشيرًا إلى أن هذه الوثائق تضمنت شهادات دقيقة حول حالة الارتباك والتباطؤ التي شهدتها القيادة الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الحرب، وهو ما أكد صحة ما ورد في كتاب إبراهيم أدان من تفاصيل دقيقة حول الإخفاقات العسكرية التي سبقت الضربة المصرية.