خريطة النمو.. كيف تتحكم الجينات والوجبات في مستقبل طفلك دون أن تدري؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة بريطانية حديثة أعدها فريق من جامعة لندن، أن ظاهرة «انتقاء الطعام» أو رفض الأطفال لأنواع معينة من الأطعمة، لا تعود إلى طريقة التربية أو عادات الأكل داخل الأسرة، كما يظن كثير من الآباء، بل ترتبط في الأساس بالعوامل الوراثية والجينات.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، أن الوالدين ليسا مسؤولين عن العادات الغذائية الانتقائية لأبنائهم، مشيرة إلى أن الحمض النووي (DNA) يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مدى حساسية الطفل للطعام وتفضيلاته في المذاق منذ المراحل الأولى من النمو.

نتائج الدراسة: الوراثة تحدد 60% من تفضيلات الطعام


أجريت الدراسة على أكثر من 2400 طفل من التوائم المتطابقة وغير المتطابقة، في محاولة للفصل بين تأثير الوراثة والعوامل البيئية.
وتبيّن أن العوامل الجينية مسؤولة عن نحو 60% من ظاهرة انتقاء الطعام لدى الأطفال، وترتفع هذه النسبة إلى 74% في بداية مرحلة المراهقة، مما يشير إلى أن الاستعداد الوراثي لتفضيل أو رفض أطعمة معينة يكون أوضح في سنوات الطفولة الأولى.

كما أوضحت الدراسة أن العادات الغذائية لدى الأطفال تكون ثابتة نسبيًا، إذ تبدأ في التكوّن من عمر 16 شهرًا تقريبًا وتستمر حتى سن 13 عامًا دون تغيرات كبيرة.

الحمض النووي وتأثيره على التذوق والحساسية تجاه الأطعمة


وأكد الباحثون أن الحمض النووي والعوامل الوراثية هي التي تحدد قدرة الأطفال على تمييز النكهات ومستوى حساسيتهم تجاه بعض الأطعمة، موضحين أن تناول الطعام بشكل انتقائي ليس سلوكًا مكتسبًا أو نتيجة تقليد للوالدين، بل هو صفة فطرية تنبع من التركيب الجيني لكل طفل.

وأوضح التقرير أن بعض الأطفال يميلون فطريًا لتجنب أطعمة معينة بسبب تركيبتهم الجينية المرتبطة بمستقبلات التذوق والشم، وهو ما يجعل محاولات الإقناع أو العقاب غير فعالة دائمًا في تغيير هذا السلوك.

دور الأسرة في التوجيه رغم العوامل الوراثية


ورغم أن الدراسة برأت الوالدين من المسؤولية المباشرة عن انتقائية أطفالهم في الأكل، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أن البيئة الأسرية الإيجابية يمكن أن تساعد في تعديل بعض السلوكيات الغذائية.

وأوصى الباحثون بضرورة تناول أفراد الأسرة للطعام معًا بانتظام، لما لذلك من أثر كبير في تشجيع الأطفال على تقبّل أطعمة جديدة

كما نصحت الدراسة بـ تقديم الأطعمة غير المحببة بطرق متنوعة ومتكررة دون إجبار، مع الاهتمام بتوفير مجموعة واسعة من الفواكه والخضراوات لتوسيع ذائقة الطفل الغذائية مع مرور الوقت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق