اشتباكات على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان (تفاصيل)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قُتل عشرات الجنود والمدنيين في اشتباكات جديدة اندلعت على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان، بعدما نفذت إسلام آباد ضربات جوية انتقامية على العاصمة الأفغانية كابول ومقاطعة قندهار.

وأعلنت الجارتان وقف إطلاق النار مساء الأربعاء بعد أحدث موجة من العنف، التي جاءت عقب أعنف اشتباكات حدودية منذ سنوات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

القوات المسلحة الباكستانية 

 

واتهم كل طرف الآخر بإشعال المواجهات، إذ قالت القوات المسلحة الباكستانية إن حركة طالبان الأفغانية نفذت "إطلاق نار غير مبرر" على مواقع حدودية رئيسية قرب منطقة كورام ومعبر شامان-سبين بولدك مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ردت بقصف مدفعي وضربات بطائرات مسيّرة أسفرت عن مقتل 20 من مقاتلي طالبان.

وأكدت مصادر أمنية باكستانية أن سلاح الجو شن أيضًا غارات على مقار تابعة لقوات طالبان في مقاطعة قندهار، حيث يُعتقد أن إطلاق النار المتبادل بدأ هناك، إضافة إلى أهداف في العاصمة كابول.

وأظهرت الصور أن "بوابة الصداقة" عند معبر شامان–سبين بولدك تعرضت لأضرار جسيمة خلال الهجمات، وظلت مغلقة طوال اليوم.

وفرّ مئات الأشخاص من القرى الباكستانية الحدودية ليلًا، بينما أفاد السكان المحليون بوقوع إطلاق نار وغارات وضربات بطائرات مسيّرة استمرت حتى المساء. وفي مقاطعة قندهار، قال سكان إن عددًا كبيرًا من الأهالي في المناطق الحدودية نزحوا أيضًا خوفًا من تجدد المواجهات.

تأتي الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان في سياق توتر متصاعد منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول عام 2021، حيث تتهم إسلام آباد الحركة بالسماح لمقاتلي تحريك طالبان باكستان (TTP) باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد القوات الباكستانية.

من جانبها، نفت طالبان الأفغانية هذه الاتهامات وتتهم الجيش الباكستاني بانتهاك الحدود وشن غارات داخل الأراضي الأفغانية، ما تعتبره مساسًا بسيادة البلاد.

وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين، خصوصًا ولايتي ننغرهار وقندهار من الجانب الأفغاني وبلوشستان وخيبر بختونخوا من الجانب الباكستاني، حالة من التوتر المزمن بسبب الخلافات على ترسيم "خط دوراند" الذي رسمه الاستعمار البريطاني قبل أكثر من قرن، وترفض طالبان الاعتراف به كحد فاصل رسمي.

ويرى مراقبون أن التصعيد الأخير يعكس تراجع الثقة السياسية والأمنية بين الجانبين، في ظل فشل محاولات التهدئة التي رعتها أطراف إقليمية، وسط مخاوف من أن تؤدي المواجهات المتكررة إلى اندلاع نزاع حدودي أوسع يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق