ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء، مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس القوي الأنبا موسى بمنطقة النهضة التابعة لقطاع كنائس مدينة السلام والحرفيين.
وجرى بث العظة مباشرة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
صلوات ومشاركات كنسية
بدأ اللقاء بصلوات العشية التي ترأسها قداسة البابا بمشاركة الأنبا مكسيموس، الأسقف العام لقطاع كنائس مدينة السلام والحرفيين، وعدد من الآباء الأساقفة والقمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية بالقاهرة، إلى جانب كهنة القطاع.
وعقب الصلوات، ألقى الأنبا مكسيموس وكهنة الكنيسة كلمات ترحيب ومحبة بقداسة البابا، بينما قدّم خورس الشمامسة وكورال الكنيسة مجموعة من الألحان والترانيم الروحية. كما تم عرض خطة التنمية المستدامة في قطاع كنائس مدينة السلام والحرفيين، والتي تهدف إلى تطوير الخدمات والرعاية داخل المنطقة.
"أهمية كلمة الله في حياتنا"
وفي بداية عظته، أعرب قداسة البابا عن سعادته بزيارته للكنيسة، مقدمًا الشكر لجميع المشاركين، قبل أن يواصل سلسلة تعاليمه بعنوان "أصحاحات متخصصة"، متناولًا هذه المرة موضوع "أهمية كلمة الله في حياتنا"، من خلال تأملات في المزمور التاسع عشر.
وأكد قداسته أن كلمة الله هي روح وحياة، مستشهدًا بقول المسيح: "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣)، موضحًا أن الإنسان بدون كلمة الله لا يمتلك حياة حقيقية.
تشبيهات المزمور: الشمس والذهب والعسل
أوضح البابا أن المزمور يصور كلمة الله من خلال ثلاثة تشبيهات أساسية، يربط بينها اللون الأصفر رمز النور والحياة:
الشمس: لأن كلمة الله تُنير طريق الإنسان.
الذهب: لأنها ثمينة وتلمع في القلب.
العسل الطبيعي: لأن مذاقها حلو وتشبع النفس وتجعل الإنسان محبوبًا ومقبولًا اجتماعيًّا.
خمسة معانٍ روحية لكلمة الله
تحدث قداسة البابا تواضروس عن خمس معانٍ رئيسية تبيّن أثر كلمة الله في حياة الإنسان:
الخليقة كتاب مفتوح عن الله: الكون يشهد لعظمة الخالق وجمال صنعته، كما يقول الكتاب: "ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟" (إش ٤٠: ٢٦).
كلمة الله ترد النفس: فهي تعيد الإنسان إلى حضن الآب السماوي، مثلما حدث مع الابن الضال، إذ يقول المزمور: "لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا" (مز ١١٩: ٩٦).
كلمة الله تقود إلى التوبة: فهي تنقل الإنسان من التأمل إلى الفعل، ومن المعرفة إلى التغيير، فيدرك الإنسان ضعفه أمام مجد الله كما قال إشعياء النبي: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ..." (إش ٦: ٥).
كلمة الله تدعو إلى التسبيح والفرح: فالتسبيح هو علامة القلب الممتلئ بحضور الله، وكلمة "هللويا" التي تكررت في الأسفار المقدسة تعبّر عن الفرح الدائم بالمجد الإلهي.
كلمة الله تجعل القلب سماءً: إذ تُحوّل البيت إلى موضع محبة وسلام، لأن "هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لو ١٧: ٢١)، وعندما تسكن الكلمة في الإنسان، تسكن معه السماء.
ختام اللقاء
اختتم قداسة البابا عظته بالتأكيد على أن الكلمة الطيبة والمشجعة داخل البيت تجعل منه قطعة من السماء، داعيًا المؤمنين إلى التمسك بكلمة الله والعمل بها، لأنها مصدر النور والفرح والسلام في الحياة اليومية.
0 تعليق