أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في حوار مع برنامج "60 دقيقة" المذاع على قناة CBS الأمريكية أنه لا يريد دخول في حرب مع إسرائيل، مشيراً إلى أن النظام الجديد لا يسعى لتشكيل تهديد على الدولة العبرية.
جولة وسط الركام والدمار
اللقاء الذي استمر نحو 13 دقيقة، تحدث خلال الشرع على موقفه تجاه إسرائيل، والتحديات التي تواجه سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد وتكلفة إعادة إعمار البلاد عقب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد لما يقرب من عقد من الزمن.
وقبل بداية اللقاء عرضت القناة مشاهد من الدمار التي لاحقت البلاد جراء هذه الحرب التي فرضت عليها، كما أجريت المذيعة حوار مع الشرع وسط الركام والمباني المدمرة في مشهد يعكس حجم الكارثة التي تعيشها سوريا بعد فراره الأسد من البلاد.
وعقب ذلك دار الحديث على مايبدو في القصر الرئاسي حيث بدأت المذيعة تطرح تساؤلات حول التاريخ (القاتم) للشرع وعلاقته بتنظيم القاعدة وكونه كان مصنف على قائمة الإرهاب الدولي وضمن المطلوبين في الولايات المتحدة وقدمت مكافأة تقدر بنحو 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وبدأ الشرع غير مرحب باستعادة المذيعة تاريخه الأسود.
الشرع.. الإرهابي الوسيم!
في مايو الماضي، عقد الشرع لقاءً تاريخيًا مع الرئيس ترامب في السعودية، حيث صافحه. وصف الرئيس الأمريكي الشرع بأنه "شاب وسيم، قوي الشخصية، ذو ماضٍ حافل". سأل المذيع الشرع عن الإطراءات التي تلقاها في تلك المقابلة مع ترامب، فأجاب: "هل لديك أي شك؟"
كما علق الشرع على محاكمة بشار الأسد، وأكد أن حكومته "ستتخذ جميع الإجراءات القانونية لمقاضاة الرئيس السابق"، لكن أشار إلى أن "الدخول في صراع مع روسيا في هذه المرحلة سيكون مكلفًا لسوريا ولن يكون في مصلحة البلاد".
الشرع.. ورسالة طمأنينة إلى إسرائيل
وجدد الرئيس السوري التأكيد أنه لا يسعى إلى أن يكون النظام الجديد مصدر تهديد إلى إسرائيل، وأشار إلى الهجوم الذي شنته إسرائيل مرتين على منطقة القصر الرئاسي في دمشق، وقال إنه لم يكن موجودًا في المرة الأولى، وفي المرة الثانية كان قريبًا من النقطة التي هُوجمت، لافتًا إلى مهاجمة القصر لتوجيه رسالة - كما أعلنت إسرائيل آنذاك - ليست رسالة، بل إعلان حرب. وأضاف: "لكن سوريا لا تريد الدخول في حروب، ولا تريد أن تُشكل تهديدًا لإسرائيل أو لأي أحد آخر.
فيما يتعلق بالاشتباكات مع الدروز والحماية التي وعدت إسرائيل بتوفيرها لهم، قال الشرع إن هذه قضية داخلية تتطلب حلاً قانونياً من السلطات السورية. وفيما يتعلق بإمكانية إبرام اتفاقية أمنية مع إسرائيل، أكد الرئيس السوري على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع "النقاط التي احتلتها"، على حد تعبيره بعد الإطاحة بنظام الأسد، مدعياً أن حكومته "لم تستفز" جارتها الجنوبية منذ وصوله إلى دمشق.
900 مليار دولار إعمار سوريا.. من يدفع الفاتورة؟
وفيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا، بعد قرابة عقد ونصف من الحرب، قال الرئيس الشرع انها ستكلف ما بين 600 و900 مليار دولار، و"ستتطلب مساعدة المجتمع الدولي". كما أشار إلى أن هذا المجتمع الدولي نفسه فشل في وقف وحشية الأسد: "لقد شاهد العالم هذه المأساة تتكشف على مدار 14 عامًا، ولم يستطع فعل أي شيء لوقف هذه الجريمة. لذلك، يجب على العالم دعم سوريا اليوم. كل من يعيق رفع العقوبات عنها هو شريك لمرتكبي الجريمة".
0 تعليق