آلاف الفلسطينيين يبحثون بأيديهم عن جثث أحبائهم تحت أنقاض غزة بعد وقف إطلاق النار

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بأيديهم العارية وأدوات بسيطة، بدأ سكان غزة مهمة إنسانية شاقة تتمثل في البحث عن جثث ذويهم المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمّرة، بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار.

وحسب تقرير عبر صحيفة الجارديان البريطانية، جاءت قصة غالي خضر من مخيم جباليا في شمال غزة تجسد حجم المأساة، فقد قضى يومين وهو يتوسل إلى والديه للفرار معه إلى جنوب القطاع خوفاً من الغارات الإسرائيلية، لكن والده رفض مغادرة المنزل. بعد ساعات فقط، استهدفت غارة جوية منزل العائلة، لتدفن والديه تحت الركام.

ويقول خضر (40 عاماً): "كان والدي سائق إسعاف متقاعد، معروفاً بإرادته القوية وتفاؤله الدائم، لم يعرف الخوف يوماً."

بعد وقف إطلاق النار، عاد خضر للبحث بين الركام، فلم يجد سوى قطع من جماجم والديه وأجزاء من أيديهم. حمل ما وجده لدفنهم، لكنه اكتشف أن المقبرة نفسها قد دُمّرت، فاضطر لدفنهم قرب القبور القليلة التي بقيت سليمة.

عودة الآف الفلسطنينيين إلى شمال غزة 

وكحال خضر، عاد آلاف الفلسطينيين إلى شمال غزة بعد سريان الهدنة للبحث عن أحبائهم الذين فقدوا خلال شهور من القصف المتواصل.

 وتقدر هيئة الدفاع المدني في غزة أن نحو 10 آلاف جثة لا تزال عالقة تحت الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع.

وتوقف القتال أتاح لفرق الإنقاذ والهلال الأحمر البدء بعمليات انتشال الجثث، في محاولة لمنح العائلات فرصة وداع أحبائها ودفنهم بكرامة، ولكن المهمة تبدو شبه مستحيلة، فهناك ما يقدر بنحو 60 مليون طن من الركام تغطي الأراضي الفلسطينية.

معظم الطرق دُمّرت أو أغلقت بالأنقاض، وفرق الدفاع المدني تفتقر إلى المعدات الثقيلة، فتستخدم المعاول والمطارق اليدوية لكسر كتل الأسمنت. يقول خالد العيوبي (64 عاماً)، مدير الدفاع المدني في شمال غزة: "نبدأ أولاً بجمع الجثث الملقاة في الشوارع للحفاظ على ما تبقّى منها، خاصة مع انتشار الكلاب الضالة التي تهاجم الجثث."

ووفقا للتقرير في بعض المناطق، يُجبر الأهالي على الحفر بأيديهم العارية بحثاً عن ذويهم، بينما لا تزال المتفجرات غير المنفجرة تشكل خطراً كبيراً على فرق الإنقاذ. وحتى الآن، تمكّن المنقذون من استخراج جزء بسيط من المفقودين، ولم يصلوا بعد إلى المباني متعددة الطوابق التي طمرتها الغارات.

وقال الدكتور محمد المغير، مدير الدعم الإنساني في الدفاع المدني، إن السماح بدخول معدات الحفر الثقيلة قد يختصر عملية الانتشال إلى فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام، لكن ذلك يتوقف على موافقة إسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق