أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن روسيا لا ترى حتى الآن استعدادًا من أوكرانيا لمناقشة القضية الحدودية، لافتا إلى أن كييف ترفض بشكل أساسي إنهاء الصراع بالوسائل السلمية.
وقال "بوتين، خلال "الخط المباشر" المخصص للحديث عن نتائج العام 2025، وفقا لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "إننا لا نرى مثل هذا الاستعداد حتى الآن، وروسيا على دراية ببعض الإشارات، بما في ذلك تلك الواردة من كييف، التي تفيد بأن أوكرانيا مستعدة للدخول في نوع من الحوار".
وأشار إلى أن كييف ترفض بشكل أساسي إنهاء الصراع بالوسائل السلمية، مؤكدا أن روسيا مستعدة وراغبة في إنهاء الصراع في أوكرانيا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
وأردف بوتين: "إن روسيا حذرت أوكرانيا في عام 2022 من أنها ستضطر إلى الاعتراف بالجمهوريات غير المعترف بها، وطلبت السماح لها بالعيش في سلام".
وبين الرئيس الروسي أن الصراع في أوكرانيا بدأ بانقلاب عسكري في كييف، قائلا: "دعوني أذكركم كيف بدأ كل شيء. لقد بدأ الأمر بالانقلاب في أوكرانيا عام 2014 والخداع بشأن إمكانية التوصل إلى حل سلمي لجميع المشاكل نتيجة لاتفاقيات مينسك".
وأعلن أنه تلقى للتو تقريرًا من رئيس الأركان العامة حول الوضع على الجبهة، مبينا أن "القوات الروسية تتقدم على طول خط التماس القتالي بأكمله، فيما العدو يتراجع، وتم نقل المبادرة الاستراتيجية على الجبهة بالكامل إلى أيدي الاتحاد الروسي بعد طرد العدو من أرض كورسك".
وبين الرئيس الروسي أن "نظام كييف أمضى 10 سنوات في بناء مناطق محصنة على خط مناطق سلافيانسك - كراماتورسك- كونستانتينوفكا، وأنها من المناطق المحصنة الرئيسية في أوكرانيا في الوقت الحالي".
وأكد الرئيس الروسي أن السيطرة على مدينة سيفيرسك في دونيستك، ستتيح للقوات المسلحة الروسية فرصة التقدم نحو سلافيانسك، وأشار إلى أن كييف تكبدت خسائر فادحة في احتياطياتها الإستراتيجية نتيجة للعمليات الفعالة للقوات المسلحة الروسية، نونها أن استنزاف احتياطيات القوات الأوكرانية يجب أن يشجع نظام كييف على إنهاء الصراع سلميا.
ولفت بوتين إلى أن "جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين لا ترغبان في العيش تحت ضغط القوميين"، مؤكدا أن القوات الروسية تعمل بنشاط وفعالية في اتجاه ليمانسكي الجنوبي.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي أن أكثر من 400 ألف شخص وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية في عام 2025، وقال: "لقد تعاقدنا مع أكثر من 400 ألف شخص خلال العام الماضي 406 آلاف أو 410 آلاف شخص".
وتابع: "لدينا العديد من الأشخاص الراغبين، رجالنا، رجال حقيقيون، يأتون طواعية، ويوقعون عقودًا للخدمة في القوات المسلحة، ويذهبون طواعية للدفاع عن مصالح الوطن ومصالح الشعب".
وقال الرئيس الروسي إن مصادرة الأصول الروسية لن تكون مجرد ضربة لصورة الاتحاد الأوروبي، بل ستُقوّض الثقة في منطقة اليورو، وأضاف: "إن روسيا ستدافع عن مصالحها المتعلقة بالأصول بالمقام الأول في المحاكم".
وأكد أن قرضا لأوكرانيا بضمان أصول روسية سيزيد من ديون دول الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ تعاني فيه هذه الدول أصلًا من مشاكل في ميزانياتها، مشيرا إلى أن "هناك عدد من الدول متشككة بالفعل بشأن أمن أصولها الموجودة في أوروبا".
وبين بوتين بأن "الاتحاد الأوروبي غير قادر على نهب الأصول الروسية، لأن العواقب قد تكون وخيمة"، مشددا على أنه "يجب إعادة الأصول الروسية التي في الخارج".
وأشار إلى أن نهب الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث.
وأردف الرئيس الروسي: "إلى جانب فقدان الصورة، قد تكون هناك خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث، والأهم من ذلك، أن كل ما سرقوه، بغض النظر عن الطريقة التي فعلوا بها ذلك، سيتعين سداده يوما ما".
ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، الحوار السنوي المعروف باسم "نتائج العام"، الذي يتيح للمواطنين الروس طرح أسئلتهم مباشرة على رئيس الدولة بشأن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى ملفات السياسة الخارجية.















0 تعليق