وقعت إسرائيل وألمانيا، الخميس، عقداً دفاعياً جديداً بقيمة تقدر بنحو 3.1 مليار دولار، يهدف إلى توسيع منظومة آرو للدفاع الجوي والصاروخي، في خطوة تعكس تصاعد التعاون العسكري بين الجانبين في مجال الدفاع الجوي. وتُعد هذه الصفقة امتداداً لاتفاق سابق أُبرم بين إسرائيل وألمانيا في عام 2023، عندما قررت برلين شراء منظومة آرو للمرة الأولى لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وأعلنت وزارة الدفاع في إسرائيل أن القيمة الإجمالية للاتفاقيتين بلغت حوالي 6.7 مليار دولار، وهو ما يجعل هذه الصفقة الأكبر في تاريخ صادرات الصناعات الجوية الإسرائيلية. ويعكس هذا الرقم الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لمنظومة آرو داخل منظومات الدفاع الجوي الأوروبية، في ظل التحديات الأمنية المتنامية.
وبحسب المعلومات الرسمية، أصبحت ألمانيا في ديسمبر الجاري أول دولة أوروبية تقوم بنشر منظومة آرو للدفاع الجوي، والتي صُممت خصيصاً لاعتراض الصواريخ الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تحولاً نوعياً في بنية الدفاع الجوي الألماني، واعتماداً متزايداً على التكنولوجيا الدفاعية التي تطورها إسرائيل.
وتُعد منظومة آرو 3 نظام دفاع صاروخي متطور يعمل خارج الغلاف الجوي، حيث يعتمد على تقنية “الاصطدام المباشر” لتدمير الصواريخ الباليستية قبل دخولها المجال الجوي. وقد تم تطوير هذا النظام بشكل مشترك بين وزارة الدفاع في إسرائيل ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، إلى جانب الصناعات الجوية الإسرائيلية التي تلعب دور المتعاقد الرئيسي والمسؤول عن عمليات الإنتاج.
وتشير تقارير دفاعية إلى أن منظومة آرو تمثل الطبقة العليا في شبكة الدفاع الجوي متعددة المستويات لدى إسرائيل، والتي تضم أيضاً أنظمة أخرى مخصصة للتصدي للتهديدات قصيرة ومتوسطة المدى. ويعزز هذا التنوع قدرة إسرائيل على التعامل مع طيف واسع من التهديدات الصاروخية.
ومن جانبها، ترى ألمانيا في منظومة آرو ركيزة أساسية لتعزيز أمنها القومي والدفاعي، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة. كما تعكس الصفقة الثقة المتزايدة في خبرات الصناعات الجوية الإسرائيلية وقدرتها على تقديم حلول متقدمة في مجال الدفاع الجوي، ما يعزز مكانة إسرائيل كمصدر رئيسي للتكنولوجيا العسكرية المتطورة على الساحة الدولية.








0 تعليق