وافقت تل أبيب على تحمل مسؤولية إزالة الأنقاض في غزة بعد ضغوط مباشرة من الإدارة الأمريكية، وفق ما كشفه مسؤول إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأشار المسؤول إلى أن واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل التكلفة الكاملة لعمليات إزالة الأنقاض في غزة التي خلّفها القصف المكثف على مدى العامين الماضيين، بما في ذلك الدمار الناتج عن الغارات الجوية وجرافات D9، وهو ما يشكل جزءا محوريا من المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت مصادر سياسية أن إسرائيل وافقت على الطلب رغم أن تكلفة إزالة الأنقاض في غزة قد تصل إلى مئات الملايين من الشواقل، بينما تتجاوز التكلفة الإجمالية للمشروع مليارات الدولارات، في ظل تقديرات دولية تشير إلى وجود نحو 68 مليون طن من الركام تغطي القطاع.
وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، قال فيها إن بلاده لن توقّع شيكا مفتوحا لإعادة إعمار المناطق التي دمّرتها إسرائيل، ما دفع واشنطن للضغط أكثر على تل أبيب للبدء بعملية إزالة الأنقاض في غزة باعتبارها الخطوة الأولى قبل أي إعمار حقيقي.
وتشير تقارير أمريكية وإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة تريد استخدام رفح كنقطة انطلاق نموذجية لعمليات الإزالة، بينما لم يصدر تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الالتزامات المالية والفنية المترتبة على هذا القرار.
وتوضح تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن حجم الركام يعادل وزن 186 مبنى بحجم "إمباير ستيت"، ما يجعل إزالة الأنقاض في غزة عملية معقدة وطويلة تحتاج إلى معدات خاصة وتنسيق أمني واسع.
وتضغط واشنطن على إسرائيل للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق فورا، لكن تل أبيب تربط ذلك باستعادة جثة الأسير ران غويلي، وقد زودت الوسطاء بمعلومات وصور جوية للمساعدة في العثور عليه، مؤكدة أنها لن تقدم أي تنازلات في هذا الملف.
وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل بشكل مكثف خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية، بما يشمل تشكيل "مجلس السلام الخاص بغزة" الذي أعلن ترامب أنه سيكشف عنه بداية عام 2026. كما كشفت تقارير أمريكية أن واشنطن تخطط لنشر قوة الاستقرار الدولية (ISF) بقيادة جنرال أمريكي، على أن يبدأ الانتشار في رفح مطلع 2026، بينما أعربت دول مثل إندونيسيا وأذربيجان عن استعدادها للمشاركة بقوات.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن تل أبيب تخشى أن تركز واشنطن على إعادة الإعمار أكثر من تفكيك القوة العسكرية لحركة حماس، وهو ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ويعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيظل مضطرا للقيام بدور محوري إلى جانب أي قوة دولية، معتبرًا أن الرهان على قدرة قوة خارجية على مواجهة حماس وحدها قد لا يكون واقعيا.










0 تعليق