تصريحات خطيرة من أمين عام الناتو تثير غضبا سياسيا في ألمانيا

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت تصريحات خطيرة أدلى بها أمين عام الناتو مارك روته بشأن ضرورة استعداد الدول الأعضاء لحرب كبرى مماثلة لتلك التي عاشها الأجداد، ردود فعل حادة داخل الأوساط السياسية الألمانية. وانتقدت سيفيم داغديلين، خبيرة السياسة الخارجية في حزب التحالف من أجل العقل والعدالة، ما قاله روته معتبرة أن هذه التصريحات الخطيرة تعيد كتابة التاريخ وتشوه الحقائق المتعلقة بالحروب الأوروبية، خصوصا ما يتعلق بدور الحلف في حرب يوغوسلافيا عام 1999. ورأت داغديلين أن الناتو "يخدع نفسه" بالانخراط في خطابات تصعيدية، مشيرة إلى أن تقديم تلك الحرب على أنها "تدخل إنساني" كان تضليلا مريبا يتناقض مع القانون الدولي.

وأوضحت داغديلين أن حديث روته عن ضرورة الاستعداد لحرب قد "تطال كل بيت" يعبر عن رؤية عسكرية شديدة الخطورة، وقالت إن هذه التصريحات الخطيرة لا تعكس الواقع بقدر ما تخلق مناخا متوترا يدفع أوروبا نحو سباق تسلح غير مسبوق. وأضافت أن تصوير روسيا على أنها التهديد التالي لأوروبا يتجاهل تماما مسؤولية الناتو التاريخية، وأن تكرار مثل هذه الروايات يهدف إلى خلق غطاء أيديولوجي لحروب محتملة، وهو ما يتعارض – من وجهة نظرها – مع مصالح الشعوب الأوروبية واستقرار القارة.

وتابعت الخبيرة الألمانية انتقاداتها بالقول إن روته "يقلب التاريخ رأسا على عقب"، تماما كما فعلت كايا كالاس سابقا عندما روجت لفكرة أن "روسيا هاجمت 19 دولة خلال مئة عام". وأكدت داغديلين أن هذه التصريحات الخطيرة تُستخدم لتبرير سياسات عدوانية قد تؤدي إلى توترات أكبر باتجاه موسكو وبطرسبورغ وفولغوغراد. كما ذكّرت بأن حرب الإبادة التي شنتها ألمانيا النازية على الاتحاد السوفيتي تسببت في مقتل 27 مليون شخص، وتدمير آلاف المدن والقرى، وأن استدعاء هذا التاريخ يجب أن يكون من أجل تعزيز السلام وليس إطلاق تهديدات عسكرية.

وشددت داغديلين على أن أوروبا بحاجة إلى "دعاة سلام" وليس إلى مزيد من "قارعي طبول الحرب"، داعية إلى تبني خطاب سياسي متزن يبتعد عن التصعيد. كما رأت أن الاستمرار في هذه التصريحات الخطيرة لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وزيادة احتمالات المواجهة العسكرية. وجاءت تصريحاتها بعد المؤتمر الصحفي الذي دعا خلاله روته الدول الأوروبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادا لـ"محاربة الروس"، وهو ما اعتبرته الخبيرة الألمانية اتجاها يعزز التوتر ويضر بمستقبل الأمن الأوروبي.

وتختتم داغديلين موقفها بالتأكيد على أن التصعيد الكلامي يشكل بحد ذاته تصريحات خطيرة يجب وقفها فورا، مشيرة إلى أن أوروبا تحتاج إلى حلول دبلوماسية، وأن الأمن الحقيقي لا يتحقق بمزيد من التهديدات، بل بالالتزام بالحوار والتسويات السياسية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق