تأثير الموسيقى.. كيف تغير المزاج وتزيد التركيز؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تملأ الموسيقى حياة الإنسان بأنغامها، فتمنحه مساحة للتنفّس الذهني والانغماس العاطفي بعيدًا عن صخب الواقع وضغوطه اليومية، وتمنح هذه الألحان القدرة على تحريك مشاعر عميقة في النفس، وتفتح أمام العقل أبوابًا من التركيز والحساسية تجاه التفاصيل، فتجعل الضباب الذهني يتبدد ويحل مكانه صفاء داخلي. 

وتُظهر الأبحاث أن الاستماع إلى موسيقى محبّبة يُفعّل مناطق في الدماغ مسؤولة عن الانتباه، الذاكرة، وتنظيم العواطف، ما يجعل للموسيقى دورًا فعّالًا في تعديل المزاج وتعزيز الأداء العقلي، وتُسلّط دراسة نشرها Cleveland Clinic الضوء على أن الموسيقى تستطيع تحسين الذاكرة، رفع التركيز، تخفيف التوتر وتحسين المزاج.

تأثير الموسيقى على الصحة البدنية والنفسية 

تؤدي الموسيقى دور منشّط للعقل فور سماعها، فتُفعّل الجهاز العصبي وتُحفّز مناطق في الدماغ مثل الجهاز الحوفي والفصوص المسؤولة عن المعالجة الحسية، ما يُحسّن قدرة الإنسان على التركيز واستقبال المعلومات، وتُظهر التجارب أن الموسيقى تساعد على حجب الضوضاء المحيطة وتوجيه الانتباه نحو مهمة واحدة، ما يسمح بتحقيق إنتاجية أعلى أثناء العمل أو الدراسة. 

كما تصنع الموسيقى أيضًا مضادّات طبيعية للإجهاد، فتُخفّف مشاعر القلق وتُهدّئ الأعصاب عندما تختار مقطوعات هادئة أو إيقاعًا متوسطًا، وتُظهر دراسات أن الاستماع إلى موسيقى هادئة يساهم في خفض مستويات التوتر وتحسين المزاج مقارنة بالفترات التي لا يستمع فيها الشخص إلى موسيقى، وتشكّل هذه الخاصية في الموسيقى متنفسًا نفسيًا بسيطًا يُعيد توازن المشاعر ويُساعد على مقاومة الضغوط اليومية. 

وتُحفّز الموسيقى الخيال والإبداع لدى المستمعين، فتُساعد الدماغ على تنشيط مناطق التخيل والتصور وربط الذكريات والعواطف بأشكال بصرية أو قصص داخلية، وتُسهم هذه العملية في تحفيز التفكير الإبداعي، وتوسيع مدارك الشخص نحو أفكار جديدة، وتُسهّل عليه ابتكار حلول مبتكرة، كما يعتمد بعض الأشخاص على هذا التأثير حين يحتاجون إلى إنتاج فكري أو فني، أو حين يواجهون مهام تتطلب تركيزًا وتحليلًا.

فيما تُحسّن الموسيقى أيضًا من الحالة النفسية العامة وتمنح شعورًا بالراحة والسلام الداخلي، فتُعد الموسيقى وسيلة فعّالة للتنفيس عن الضغوط أو الكبت العاطفي، وتمكن الشخص من التعبير عن مشاعره بطريقة آمنة ومريحة، وتُظهر تجارب أن من يستمعون باستمرار إلى موسيقى تلائم حالتهم العاطفية يملكون قدرة أكبر على الاسترخاء والحفاظ على توازن نفسي. 

كما تُنفّذ الموسيقى أيضًا في مجالات العلاج والدعم النفسي (Music therapy)، حيث يُستخدم استماع أو عزف موسيقى محددة لمساعدة مرضى التوتر أو الاكتئاب على تحسين حالتهم، وتنشيط الدماغ بشكل إيجابي دون استخدام أدوية، وتُؤكد عدة بحوث أن الموسيقى تؤثر في الوظائف المعرفية والعاطفية، وتُساعد على تنظيم التنفس وضغط الدم والحالة الذهنية عمومًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق