خريطة التطرف والإرهاب في أوروبا 2026

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تدخل أوروبا عام 2026 في بيئة أمنية يغلب عليها التشتت وارتفاع درجة التعقيد، فالعالم يشهد إعادة تشكيل واسعة لسياقات العنف، مع صعود الصراعات الإقليمية، وتجدد دور الفاعلين غير الدول، وتوسع نطاق التقنيات الرقمية التي تمنح الجماعات المتطرفة قدرة متزايدة على المناورة. 
وفي هذا الإطار، يتقاطع الإرهاب التقليدي والتهديدات الجديدة ليشكلا مشهدًا هجينًا يصعب التنبؤ به أو عزله.
مركز العنف خارج أوروبا وامتداداته داخلها
تظهر المعطيات الدولية (2024–2025) استمرار تمركز العنف الإرهابي في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، بينما تحافظ فروع داعش، خصوصًا خراسان وغرب إفريقيا والكونغو، على أعلى مستويات الفتك، هذا الواقع يترجم إلى تأثيرات مباشرة على أوروبا في 2026 من خلال:
• تدفقات مقاتلين سابقين وشبكات عائدة من مناطق النزاع.
• نشاط متزايد لتهريب السلاح والبشر عبر المتوسط والبلقان.
• تصاعد التجنيد الرقمي الذي يستثمر الفوضى في بؤر الصراع لإنتاج محتوى تعبوي يوجه خصوصًا للمراهقين داخل أوروبا.
• موجات لجوء تحمل معها بيئات اجتماعية هشة قابلة للاستغلال أيديولوجيًا.
هيمنة الذئاب المنفردة
تراجع العمليات الكبرى المنسقة منذ 2016 أمام صعود الهجمات منخفضة التعقيد، تشير بيانات يوروبول إلى:
• زيادة الهجمات الفردية بأدوات بسيطة مثل السكاكين والسيارات.
• توسع "التطرف الذاتي" عبر الإنترنت بعيدًا عن أي ارتباط تنظيمي مباشر.
• بروز موازٍ لليمين المتطرف الذي يستلهم وثائق رقمية وبيئات مغلقة للتجنيد.
• ظهور فئات غير مرصودة أمنيًا تنفذ هجمات دون مؤشرات مسبقة.
بهذا، لم تعد أوروبا تواجه فاعلًا واحدًا بل طيفًا واسعًا من المتطرفين: جهاديون، يمينيون، يساريون، وفاعلون معزولون بلا هوية أيديولوجية واضحة.
التهديد الهجين 2026: تداخل الإرهاب مع الحروب السيبرانية والجريمة المنظمة
التهديد لم يعد إرهابًا فقط، بل منظومة هجينة تشمل:
• حملات تضليل رقمي تستثمر الانقسام الاجتماعي، خصوصًا حول الهجرة والحروب الدولية.
• هجمات سيبرانية على قطاعات الطاقة والمياه والاتصالات.
• شبكة تفاعل بين جماعات متطرفة وعصابات منظمة تتولى التهريب وغسيل الأموال وتوفير الوثائق والسلاح.
• بيئة أمنية تجعل الهجمات الصغيرة جزءًا من عمليات تأثير أوسع نطاقًا.
الفضاء الرقمي: مركز الثقل العملياتي
يتزايد صعوبة رصد النشاط المتطرف في 2026 بسبب:
• انتقال الجماعات إلى غرف مشفرة صغيرة غير مركزية.
• محتوى دعائي عالي الجودة يُعاد تدويره باستمرار.
• اعتماد عمليات بسيطة يمكن التخطيط لها عبر قنوات مغلقة.
• سهولة الحصول على مسيّرات يمكن تعديلها لأغراض هجومية.
الذكاء الاصطناعي.. تعزيز قدرات الفاعل الفردي
الذكاء الاصطناعي يمنح الأفراد قدرات تشبه التنظيمات عبر:
• تحليل أنماط الحركة وجمع البيانات التخطيطية.
• إنتاج محتوى دعائي Deepfake شديد الإقناع.
• تصميم مخططات عملياتية دون خلفية تقنية.
• تجاوز الرقابة بفضل أدوات تشفير وتوليد محتوى مستمر.
تنظيم الإطار التشريعي الأوروبي لا يواكب سرعة تطور هذه الأدوات، ما يجعل عام 2026 نقطة مفصلية في تداخل الإرهاب مع تكنولوجيا فائقة الانسياب.
تجنيد قائم على العاطفة والصراعات الدولية
لم تعد سرديات "الخلافة" أو "التفوق الأبيض" وحدها المحرك الأساسي، فالحرب في غزة، الحرب في أوكرانيا، والتنافس بين القوى الكبرى أصبحت مواد قابلة للتوظيف الدعائي. تستهدف هذه السرديات خصوصًا الفئات بين 14 و20 عامًا عبر:
• الألعاب الإلكترونية.
• مقاطع الفيديو القصير.
• غرف الدردشة المشفرة.
• محتوى سريع ومشحون يخلق شعورًا بالانتماء والقوة.
خريطة التهديدات في 2026
الإرهاب الإسلاموي:
– استمرار الهجمات الفردية منخفضة التعقيد.
– مجموعات صغيرة تستلهم داعش والقاعدة.
– قدرة متزايدة على التجنيد الرقمي.
– أمثلة حديثة: هجوم مانشستر 2025، عملية ميونيخ 2025.

اليمين المتطرف
– حضور أقل عددًا لكنه أكثر سرية وأعلى خطرًا.
– استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة السلاح.
– استهداف رموز سياسية ومجتمعات مهاجرة.
– اعتماد غرف مغلقة للتجنيد.


تهديدات أخرى مرافقة
– يسار راديكالي وفوضويون.
– إرهاب سيبراني يستهدف البنى التحتية.
– تزاوج بين الإرهاب والجريمة المنظمة.

يتحرك المشهد الأوروبي نحو
• إرهاب أكثر تشتتًا وأقل قابلية للرصد.
• تفاعل أكبر بين المتطرفين والعالم الرقمي.
• تصاعد دور الفاعلين الأفراد على حساب التنظيمات الكبيرة.
• تهديدات هجينة تجمع بين السايبر، التضليل، والهجمات الميدانية البسيطة.
هذا كله يضع أوروبا أمام تحديات تتجاوز المعالجة الأمنية التقليدية، نحو نماذج استجابة تشمل التعليم الرقمي، ضبط الفضاء التكنولوجي، معالجة الفجوة الاجتماعية، وتعزيز الأمن الوقائي.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق