انطلقت فعاليات مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية بالعريش مساء اليوم الأحد الموافق 23 نوفمبر الجاري بقصر ثقافة العريش وذلك بحضور اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشئون الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتور خالد أبو الليل القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب، وبمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والمتخصصين في مجالات الثقافة والتنمية والحرف التراثية.
ورحب اللواء خالد اللبان بالحضور في مستهل كلمته، مؤكدا أن انعقاد المؤتمر في مدينة العريش يحمل دلالات خاصة، فالعريش ليست مكانا فقط، بل ذاكرة وطنية عميقة الجذور في التاريخ، ومجالا حيّا يعكس حضور الهوية المصرية في أحد أهم أقاليمها.
وأوضح أن المؤتمر يأتي في إطار استراتيجية وزارة الثقافة التي تعمل على تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، وإدماجها كعنصر رئيسي في خطط التنمية.
وأكد أن الصناعات الثقافية لم تعد نشاطا جانبيا أو ترفا، بل أصبحت ضرورة اقتصادية واجتماعية لما تتيحه من إنتاج للقيمة، وتوفير لفرص العمل، ودعم للهوية، وتحفيز للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن جلسات المؤتمر وموائده المستديرة تتناول موضوعات محورية في مجالات الصناعات الثقافية، والإبداع، والاقتصاد الإبداعي، والتنمية المحلية، والتشريعات والسياسات الداعمة، مؤكدا أن هذه المناقشات لا تستهدف طرح أفكار نظرية، بل الوصول إلى توصيات قابلة للتنفيذ.
معارض الحرف التراثية
وتوقف اللواء اللبان عند تجربته الشخصية خلال زياراته إلى معارض الحرف التراثية والإبداعية في المحافظات المختلفة، موضحا أنه فوجئ بكم كبير من المواهب المبدعة، وبجودة الأعمال التي يقدمها الفنانون والحرفيون. لكنه في المقابل لاحظ وجود مشكلة كبيرة في التسويق، سواء بالنسبة للحرف التراثية أو للمنجز الثقافي بشكل عام، وهو ما يعوق وصول هذه المنتجات إلى جمهور واسع رغم قيمتها العالية.
إطلاق أول متجر الكتروني
ومن هنا أعلن عن مشروع مهم تعمل عليه الهيئة العامة لقصور الثقافة، يتمثل في إطلاق أول متجر إلكتروني شامل للهيئة، موضحا أن العمل جار للانتهاء منه قبل انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب. وسيتيح المتجر عرض ثلاثة أنواع من المنتجات التي تمتلكها الهيئة: الكتب، اللوحات الفنية، والمنتجات التراثية والحرفية.
وأوضح أن الهيئة ستتولى تجميع هذه المنتجات في مخازنها المركزية، ثم إدراجها وتصويرها وعرضها بجودة عالية عبر المنصة الإلكترونية، ليتمكن أي مواطن داخل الجمهورية من شراء المنتج إلكترونيا واستلامه حتى باب البيت. وأضاف أن المتجر لن يقتصر على الجمهور المحلي، بل سيفتح باب الشراء والشحن إلى الخارج أيضا، بما يتيح فرصا أوسع لتسويق المنتجات التراثية المصرية.
وأكد على أن المشروع يمثل فرصة مهمة لدعم الفنانين والحرفيين خصوصا في المناطق البعيدة عن المركز، والذين لا يمتلكون منافذ بيع ثابتة أو قدرة على المشاركة المستمرة في المعارض، مشيرا إلى أن المنصة الجديدة ستفتح لهم سوقا وطنية وربما دولية.
واختتم كلمته بالتعبير عن ثقته في أن المؤتمر سيخرج بتوصيات قوية تعزز الصناعات الثقافية في سيناء، وتفتح آفاقا للتعاون بين الباحثين والمؤسسات، موجها الشكر لوزير الثقافة، وللواء الدكتور خالد الجندي محافظ شمال سيناء، ولكل العاملين في فرع ثقافة شمال سيناء، والباحثين والمشاركين.
تعزيز السياسات الثقافية
من جانبه، أكد مسعود شومان أن تعزيز السياسات الثقافية ودعم الصناعات الإبداعية وإطلاق رؤى جديدة يمثل أولوية استراتيجية للهيئة، وأن المؤتمر الحالي يعد منصة لتبادل الخبرات ووضع توصيات عملية تجعل الصناعات الثقافية والإبداعية رافدا مستداما لهويتنا الوطنية ومستقبل بلادنا.
تنمية البنية الثقافية
وأشار شومان إلى الاهتمام البالغ الذي أولته الهيئة بتنمية البنية الثقافية في محافظة شمال سيناء، حيث افتتحت عدة مواقع ثقافية ومكتبات جديدة، تحت رعاية معالي وزير الثقافة واللواء خالد اللبان، مؤكدا على أن هذه المواقع تركز على دعم الحرف التراثية، والغناء الشعبي، والحكايات والأدب الشفهي، بهدف حفظ تراث سيناء وتعزيز هويتها الثقافية.
رمزية المواقع
وتناول شومان رمزية هذه المواقع، موضحا أن كل موقع ثقافي يمثل بوابة للنور والمعرفة، تنير المجتمع المحلي وتغرس قيم الإبداع والانتماء، مشددًا على أهمية زرع الأمل وتشجيع الشباب والموهوبين على المشاركة الفاعلة في النشاط الثقافي والإبداعي.
مشروعات الهيئة
كما استعرض شومان أبرز المشاريع التي أطلقتها الهيئة، ومنها مشروع "صناع المهارة"، الذي يتيح للمواهب في المجالات الثقافية والفنية المشاركة في أنشطة إنتاجية، ويحقق عوائد مالية للمشتركين، ويسهم في دعم النشاط الثقافي للهيئة وتنمية الصناعات الإبداعية محليا.
وختم شومان كلمته بالتأكيد على أن المؤتمر يمثل فرصة للتعاون بين الباحثين والمؤسسات، لتبادل الخبرات، ولصياغة توصيات عملية تدعم الصناعات الثقافية والإبداعية في سيناء، مؤكدا أن الثقافة المستمرة هي الطريق لإبراز التراث، وحماية الهوية، وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحلي.
واختتم حفل اطلاق المؤتمر بعرض فني غنائي لفرقة العريش للفنون الشعبية، ويقام على هامش المؤتمر معرض الحرف التراثية، ومعارض فن تشكيلي ومنهم معرض الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير لاطفال قصر ثقافة العريش، ومعرض كتاب انظمه الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور خالد أبو الليل.
مؤتمر الصناعات الثقافية
وتستمر أعمال المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ويشمل جلسات علمية يقدمها عدد من الأساتذة والخبراء لمناقشة موضوعات الاقتصاد الإبداعي، والحرف التراثية، وآليات حماية الصناعات التقليدية، ودور المؤسسات الثقافية في التنمية. كما يخصص المؤتمر جلسات حول التجارب النوعية في تمكين الحرف التراثية وآفاق تطوير الصناعات الإبداعية، وقراءة نقدية لتجارب التنمية الثقافية محليًا، إضافة إلى جلسة مستمرة تبحث التبادل الثقافي كمدخل للتنمية بمشاركة واسعة من الباحثين.



















0 تعليق