تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد، بتذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني بمدينة اللد بفلسطين، وهو أحد أقدم المزارات المسيحية في الأراضي المقدسة، حيث يرتبط اسمه بسيرة بطل الإيمان القديس جاورجيوس، ويمثل شاهدًا حيًا على تاريخ ممتد يمتزج فيه الإيمان بالتراث والمعمار القديم.
موقع تاريخي يحمل ذاكرة قرون
تقع الكنيسة في مدينة اللد بفلسطين، فوق الضريح الذي يُنسب إلى الشهيد القديس جاورجيوس—أو مار جريس كما يعرفه الكثيرون.
الكنيسة الحالية شُيّدت عام 1870م، لكنها قائمة فوق بقايا كنيسة أقدم تعود إلى القرن الخامس عشر، والتي بُنيت بدورها على أنقاض كنيسة من القرن الرابع الميلادي، ما يجعل المكان نقطة تجمع لطبقات تاريخية متعددة تصنع معًا رواية متكاملة عن الكنيسة الأولى ومكانة الشهيد.
تذكار التكريس في الكنيسة القبطية
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الحدث في صلوات السنكسار، إذ يمثل عيد تكريس الكنيسة علامة روحية تُذكّر المؤمنين بتخصيص هذا الموضع للعبادة والشهادة للمسيح. ويُعد هذا التذكار جزءًا من الذاكرة الطقسية التي تحافظ على ارتباط الكنيسة بأماكن الاستشهاد والتقديس عبر العصور.
ارتباط تاريخي بين الكنيسة والمسجد المجاور
عند إعادة بناء الكنيسة في القرن التاسع عشر، اشترطت السلطات العثمانية تخصيص جزء من الأرض لإقامة مسجد ملاصق، ما جعل المبنى الحالي يغطي فقط الجزء الشمالي الشرقي من الكنيسة البيزنطية القديمة.
ويحتفظ المسجد المجاور بعمود أثري كان جزءًا من صحن الكنيسة القديمة، في صورة نادرة تعكس تداخلًا معماريًا وتاريخيًا فريدًا بين المكانين.
محتويات الكنيسة: روح الشهيد في الموضع نفسه
تضم الكنيسة في داخلها تابوت القديس جاورجيوس، إلى جانب أدوات وقطع طقسية تُستخدم في العبادة، ما يجعلها مقصدًا للزوّار والحجاج الذين يأتون من مختلف الكنائس لتكريم الشهيد صاحب السيرة الملهمة.









0 تعليق