يشارك الاتحاد اللوثري العالمي (LWF) بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30) في مدينة بيليم البرازيلية، وذلك من خلال وفد من الشباب والقيادات الكنسية، حضوريًا وافتراضيًا، ليربط بين العمل المناخي المحلي والمفاوضات العالمية، وليجعل من الشهادة الإيمانية صوتًا للعدالة والرجاء والتضامن.
ويشارك في المؤتمر شباب من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في البرازيل (IECLB)، العضو في الاتحاد اللوثري العالمي، ضمن مبادرة يقودها الشباب بدعم من الاتحاد، تهدف إلى دمج العدالة المناخية مع السياق الثقافي والجغرافي الذي تُعقد فيه القمة هذا العام.
الإيمان دافع للعمل لا الانتظار
قال لويس هنريكي سيديل، المنسق الوطني لمجلس شباب الكنيسة اللوثرية في البرازيل، إن مشاركته في القمة استُلهمت جزئيًا من تجربته السابقة في برنامج "رسل السلام" التابع للاتحاد اللوثري العالمي.
وأضاف “سيديل” تعلمت أن أكون أكثر وعيًا بقضايا العدالة، وأن أدعو وأعمل من أجلها، لا أن أنتظرها فحسب، العدالة المناخية والعدالة بين الأجيال والعدالة بين الجنسين كلها جزء من رسالة السلام التي نبنيها في العالم.
من جانبه، أكد المندوب ناتان شومان من الكنيسة اللوثرية في البرازيل أن مشاركة المؤمنين في قضايا المناخ هي تعبير عن مسؤولية روحية وإنسانية مشتركة، قائلا: نحن كمؤمنين، وكأتباع للمسيح، نهتم بالمناخ لأن هذا العالم هو خليقة الله، ونحن جزء منها. فإذا لم تكن الخليقة بخير، فلن نكون نحن بخير.
العمل من القاعدة إلى القمة
بينما توضح إلينا سيديلو، المسؤولة التنفيذية لبرنامج العدالة المناخية في الاتحاد اللوثري العالمي، أن استراتيجية الاتحاد تقوم على ربط الواقع المحلي بالسياق العالمي، ثم إعادة ما يُكتسب من خبرات عالمية إلى المجتمعات المحلية من جديد، مضيفه بان المشاركة في مؤتمر المناخ تعكس التزامنا بالعدالة المناخية، نحن ننقل خبرات ومعرفة مجتمعاتنا المتأثرة لتؤثر في القرارات التي تمس الجميع».
في الأيام الأولى للمؤتمر، زار وفد الاتحاد اللوثري العالمي، برفقة ممثلين من الكنيسة السويدية، مجتمع فيلا دا باركا المحلي في ضواحي بيليم، حيث يعيش نحو 1400 أسرة في بيوت خشبية مبنية على أعمدة فوق مياه خليج غواجارا، أحد فروع نهر الأمازون.
استقبلت الوفد مارسيلي دينيز، أمينة صندوق جماعة بيليم اللوثرية، التي نشأت في هذا الحي وتعاني مجتمعه من التهميش البيئي وغياب الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي.
وأوضحت دينيز أن مياه الصرف القادمة من المناطق الثرية في المدينة تُلقى في منطقتهم، ما يؤدي إلى فيضانات متكررة تصل إلى داخل المنازل مع ارتفاع منسوب المياه بسبب تغير المناخ.
إرث من الثقة والمساندة
قال القس روميو مارتيني، راعي جماعة بيليم اللوثرية، إن علاقة الكنيسة بالمجتمع المحلي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت الكنيسة تقدم دعمًا اجتماعيًا وروحيًا للمجتمع من خلال أنشطة فنية وتعليمية، مضيفا حتى وإن لم تكن لدينا مشاريع حالية، إلا أن هناك إرثًا من الثقة المتبادلة بين الكنيسة وسكان فيلا دا باركا، ورغبة من الجانبين لاستئناف مشروعات جديدة تلبي احتياجات المجتمع».
تركز مشاركة الاتحاد اللوثري العالمي في قمة COP30 على تمكين القيادات الشابة وتعزيز ارتباط العمل البيئي بالإيمان والعمل اللاهوتي.
وقالت سافانا سوليفان، المسؤولة التنفيذية لبرنامج الشباب في الاتحاد، إن مشاركة الشباب في هذه القمة «تجسد رؤية الاتحاد لما يجب أن يكون عليه الإيمان الحي حول العالم: إيمان يتحرك ويفكر ويُبدع من أجل التغيير».
وأضافت: العمل من أجل محبة القريب لا يتحقق فقط عبر السياسة أو المنابر، بل عبر انخراط كامل للإنسان في حياته ومجتمعه وفكره وإيمانه.
رسالة عالمية من قلب الأمازون
يضم وفد الاتحاد اللوثري العالمي إلى مؤتمر المناخ قادة كنسيين من الرجال والنساء والشباب من مختلف القارات، ليؤكد أن الدعوة إلى العدالة المناخية باتت رسالة كنسية عالمية تتكامل فيها الأصوات المحلية والروحية والعلمية من أجل حماية الخليقة ومساندة الفئات الأكثر هشاشة.








0 تعليق