ينام بعض الناس ساعات طويلة دون أن يشعروا بالراحة، بينما يكتفي آخرون بعشر دقائق فقط ليعودوا بكامل طاقتهم ونشاطهم، هذا ما يُعرف في الأوساط العلمية بـ"النوم القصير العميق" أو "Power Nap"، وهو سر خفي وراء نجاح كثير من المشاهير والنجوم حول العالم، الذين جعلوا من دقائق معدودة وقودًا ليومٍ طويل مليء بالإنجاز والتألق، وفقًا لتقارير منشورة عن مؤسسة Sleep Foundation الأمريكية المعنية بأبحاث النوم.
نجوم يتبعون نظام نوم العشر دقائق
يُدرك النجوم في مجالات الفن والرياضة والإبداع أن الجسد والعقل لا يحتاجان إلى ساعات طويلة بقدر ما يحتاجان إلى لحظات تجديد فعّالة، لذلك يلجأ كثيرون منهم إلى النوم القصير المنتظم وسط زحام الأعمال وجداول التصوير والمنافسات الشاقة، فالممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو اعتاد أخذ قيلولة لا تتجاوز عشر دقائق بين المشاهد ليستعيد تركيزه، كما يفعل لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو الذي يُقسّم نومه إلى فترات قصيرة على مدار اليوم بدلًا من نومٍ متواصل ليحافظ على أعلى مستويات الأداء الذهني والبدني
ويُعيد النوم القصير ضبط الجهاز العصبي، ويُنعش الخلايا الدماغية، ويُحفّز الذاكرة والإبداع، وقد أكدت دراسات علمية أن عشر دقائق من الراحة الصامتة تُضاعف القدرة على التركيز وتُقلّل التوتر، وهو ما يفسّر لجوء رجال الأعمال وقادة التكنولوجيا إلى هذه التقنية في أوقات الذروة الذهنية، إذ يُعرف عن إيلون ماسك، مؤسس "تسلا" و"سبيس إكس"، أنه يمارس "نوم العشر دقائق" في مكتبه خلال ساعات العمل ليحافظ على صفاء ذهني متواصل رغم الضغط الهائل.
كما يعتمد هذا النوع من النوم على فكرة الدخول في المرحلة الأولى من النوم فقط دون الوصول إلى النوم العميق الكامل، مما يسمح للدماغ بالاستفادة من الراحة دون الشعور بالكسل عند الاستيقاظ، ويُوصي الخبراء بتطبيقه في منتصف اليوم، أو بعد فترة طويلة من التركيز، داخل بيئة هادئة خالية من الإضاءة والضوضاء.
وتتبنى بعض الشركات العالمية مثل "جوجل" و"ناسا" ثقافة "النوم القصير"، حيث خصصت غرفًا صغيرة داخل مقارها تسمى "Pods" تتيح للموظفين قيلولة تتراوح بين 10 و15 دقيقة لرفع الإنتاجية وتحسين المزاج، وهو ما يؤكد أن النوم لم يعد مجرّد رفاهية بل أداة إنتاج واستدامة طاقية.
وتثبت تجارب النجوم والمبدعين أن السر لا يكمن في عدد الساعات بل في نوعية الراحة، فالنوم القصير العميق يُعيد للجسد توازنه، ويمنح العقل صفاءه، ويحوّل الدقائق القليلة إلى طاقة تُحرّك اليوم كله، إنها دقائق من الهدوء تُنبت في داخل الإنسان شغفًا جديدًا بالحياة وعزيمةً لا تهدأ.








0 تعليق