كايروس فلسطين: ندعم المطران عزار ونؤكد أن ما يحدث في غـزة إبادة جماعية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر حركة كايروس فلسطين، اليوم الثلاثاء، بيانًا عبّرت فيه عن دعمها الكامل للمطران سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بعد الجدل الذي أثارته كلماته خلال قداس يوم الإصلاح في كنيسة المخلّص اللوثرية بالقدس، حيث وصف ما يعيشه الفلسطينيون بأنه إبادة جماعية.

وأكدت الحركة في بيانها أن المطران “عازر” تحدث بصدق وشجاعة عن الواقع الفلسطيني، مشيرة إلى أن ما قاله لم يكن مبالغة، بل أمانة للحقيقة والضمير.

أسئلة الإصلاح بعد عامين من الإبادة

استهل المطران عازر عظته بأسئلة لامست جرح الواقع الفلسطيني، قائلاً: "كيف يبدو الإصلاح بعد عامين من الإبادة الجماعية؟ وماذا يعني الإصلاح في عالم مكسور؟ كيف يكون الإصلاح حين يُمنع الأطفال من مدارسهم، والمصلون من كنائسهم، وتُفرّق الأسر بالحواجز العسكرية؟ حين يُعتقل الأبرياء ظلمًا وتبحث العائلات عن أحبائها تحت الأنقاض.

وأشارت كايروس فلسطين إلى أن هذه الكلمات دفعت أبراهام ليرر، نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، إلى مغادرة القداس، لتتوالى بعدها إدانات من شخصيات كنسية وسياسية ألمانية، لمهاجمة المطران لا لمأساة غزة.

كلمة إبادة جماعية ليست ملكًا لأحد

أكد البيان أن الفلسطينيين لم يبتكروا هذا المصطلح، بل صاغه المجتمع الدولي بعد الهولوكوست ومنحه الغرب قوة قانونية وأخلاقية من خلال اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

وأضاف البيان: حين نستخدم هذا المصطلح لوصف ما يحدث في غزة، يقال لنا إنه غير مقبول. هذه ليست فقط ازدواجية في المعايير، بل فساد أخلاقي وعنصرية تنكر إنسانيتنا. 

وأوردت كايروس فلسطين سلسلة من التقارير الدولية التي دعمت استخدام هذا الوصف، من بينها:

تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، الذي أكد أن أفعال إسرائيل تستوفي معايير الإبادة.

اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة (يونيو 2024)، التي وجدت “أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت أفعال إبادة”.

محكمة العدل الدولية التي اعتبرت في يناير 2024 أن القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا “قابلة للتصديق”.

رابطة علماء الإبادة الجماعية الدولية (IAGS)، التي أعلنت في سبتمبر 2025 أن ما تفعله إسرائيل في غزة يرقى قانونيًا إلى جريمة إبادة جماعية.

وشدد البيان على أن المطران عزار “لم يكن يطلق اتهامًا سياسيًا، بل كان يصف واقعًا موثقًا باعتراف العالم”.

أزمة مصداقية أخلاقية

انتقدت كايروس فلسطين بشدة المواقف الألمانية قائلة: من المدهش أن تأتي أشد الاعتراضات من ممثلين ألمان. فأن توبّخ الحكومة الألمانية ورجال الكنيسة الألمان أسقفًا فلسطينيًا لأنه سمّى الإبادة باسمها، بينما تواصل دولتهم تزويد إسرائيل بالسلاح، هو قمة النفاق الأخلاقي. 

وأضاف البيان، أن صمت ألمانيا أمام الإبادة هو تواطؤ، وأن قمعها للمتظاهرين وحظرها للأعمال الفنية وملاحقتها للصحفيين ليس توبة عن الماضي، بل تكرار له بصورة جديدة.

وختمت كايروس فلسطين هذا الجزء بالقول: “حين تموّل دولة ارتكبت إبادةً جماعية إبادةً أخرى، وتمنع الأصوات التي تصرخ ضدها، فإنها تفقد سلطتها الأخلاقية.”

وعبّرت الحركة عن أسفها لمغادرة أبراهام ليرر القداس، معتبرةً ذلك “رمزًا لتحريف الذاكرة الجماعية”.

وقالت: “شعار لن يتكرر ذلك أبدًا كان وعدًا إنسانيًا شاملًا، لا حكرًا على أمة دون أخرى، لكنه اليوم يتحول إلى يتكرر الآن مجددًا.”

وأعربت كايروس فلسطين عن تقديرها لأصوات يهودية شجاعة أعلنت رفضها لما يجري في غزة، منها:
منظمات Jewish Voice for Peace وIndependent Jewish Voices UK وRabbis for Ceasefire، وشخصيات فكرية مثل إيلان بابيه وميكو بيليد وجدعون ليفي، معتبرةً أنهم “يجسدون الضمير الحي للإيمان النبوي”.

فشل الحوار المسيحي اليهودي

سلط البيان الضوء على ما وصفه بـ“فساد الحوار المسيحي اليهودي”، مشيرًا إلى أنه “تحول من مسار مقدس للمصالحة إلى أداة إسكات وابتزاز.”

وأضاف: تُهدَّد الكنائس، خصوصًا في ألمانيا، بأن تسمية ما تقوم به إسرائيل من فصل عنصري أو إبادة هو معاداة للسامية، وأن الوقوف مع المظلوم يعني قطع الجسور. وهكذا لم يعد الحوار في خدمة الحقيقة أو العدالة، بل في خدمة السلطة. 

وأكدت كايروس فلسطين أن الحوار الحقيقي يجب أن يقوم على الصدق لا الخوف، وأنه حين يتحول إلى غطاء للقمع، يصبح عبادة زائفة. 

شجاعة نبوية ودعوة إلى الإصلاح الحقيقي

واختتمت كايروس فلسطين بيانها بالتأكيد على أن كلمات المطران عزار لم تكن استفزازًا سياسيًا بل صرخة إيمانية صادقة، إذ قال في عظته: حين يتجاهل المجتمع الدولي معاناة الفلسطينيين، فذلك نداء للإصلاح، حين يُدفع المسيحيون الفلسطينيون إلى مغادرة أوطانهم الأصلية وتتحول كنائسنا إلى متاحف، فذلك نداء للإصلاح. حين يطمس الخطاب العالمي وجودنا الإنساني والمسيحي، فذلك نداء للإصلاح. 

وأضاف البيان: المطران عازر قال الحقيقة، والحقيقة تزعج دائمًا، لكنها ليست فضيحة، بل لحظة صدق نادرة تذكّر الكنيسة بدعوتها الأصيلة: أن تتكلم بالحق، وتختار العدالة على حساب الراحة. 

وختمت كايروس فلسطين بيانها بالقول: نعبّر عن امتناننا العميق وشكرنا للمطران سني إبراهيم عزار، ونقف معه بكل تضامن وإيمان. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق