تابع العالم باهتمام حفل افتتاح المتحف المصري الكبير والذي شهده أكثر من 37 رئيسًا وملكًا وممثلًا رسميًا لدولة ومؤسسة عالمية ودولية؛ وكان مبهرًا بشهادة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية والإقليمية.
ولعل أوبريتات وفقرات الحفل منذ وصول الوفود ورؤساء وملوك العالم إلى منطقة إقامة الحفل بنطاق مدينة الجيزة حيث المتحف المصري الكبير؛ كانت أكثر إبهارًا وتخليدًا للحدث المصري العظيم ذى الصبغة العالمية الذى ربط بين حداثة الواقع وفخر الماضي.
والمتحف المصري الكبير هو ثمار نتاج تعاون منظمات ومؤسسات دولية أبرزها اليونسكو والبنك الأوروبي لإعادة الاستثمار والتنمية ومن قبلهما فكرة اقترحها الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق عام 2002 وثمنها الراحل الرئيس حسني مبارك ووضع حجر الأساس للمشروع وكان من المفترض أن يتم افتتاح المشروع في 2011 إلا أن أحداث 25 يناير أوقفت المشروع، لكنها تحققت وتم تنفيذها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي جاء في توقيت هو الأدق والأصعب في تاريخ الدولة المصرية، يضيف لرصيد حافل من الانتصارات والقفزات التي حققتها الجمهورية الجديدة تأتي أبرزها وقف إطلاق النار في غزة ووأد أحلام إسرائيل التوسعية لتهجير الفلسطينيين لأرض سيناء الغالية وتحويل وجهات النظر ومعتقدات أوروبا والولايات المتحدة بشأن تلك الفكرة بل وضمانتهم والضغط لوقف تلك الحرب، بل تحول الأمر لقدومهم ضيوفًا أعزاءً كرامًا ليشهدوا مجددًا ما تقوم به مصر رغم الأزمات والتداعيات الجيوسياسية والاقتصادية والوقوف أمام عظمة مصر الدولة قديما وحديثًا تاريخًا ومؤسسات وشعبا.
قبل اطلاق الحفل بيوم واحد رغم الاستعدادات والتسارعات التي أجرتها الحكومة والجهات المعنية بتوجيه من القيادة السياسية للخروج بذلك الحفل بالشكل اللائق بمصر وتاريخها العظيم؛ لم ينم المصريون ليلتها ليخرج المئات من الشعب وينشروا البهجة والفرحة واللقطات التذكارية من أمام الطريق المؤدي للمتحف والميادين العامة؛ وعلى مواقع السوشيال ميديا والتي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة والتي تؤكد وعى الشارع المصري وإدراكه لذلك الحدث التاريخي والمشرف أيضا رغم الظروف والتحديات الاقتصادية التي تواجه بلادنا العظيم.
فى المقابل وكالعادة هل يصمت أهل الشر؟؛ بالطبع لا.. بل حاول مأجورو الجماعة الإرهابية وبعض أصحاب الأحقاد والضغائن على مصر وممن يتقاضون مقابل بخس لإسقاط هذا البلد؛ تشويه الصورة الخالدة والتشكيك فيما تقوم به الدولة لجذب المزيد من السياحة والاستثمارات دعمًا لمصادرها من النقد الأجنبي والتأكيد على ريادتها وقدراتها ومكانتها، بعد نجاح الجولات المكوكية للرئيس عبد الفتاح السيسي في دول أوروبا قبل أسبوع مضى ومن قبلها نجاح وقف اطلاق النار على قطاع غزة فى مؤتمر استضافته مدينة شرم الشيخ قبل أسبوعين بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى وإن كانت القضية الفلسطينية لا تزال محل متاجرة ومساومة من تلك الفئات الضالة والضارة أيضا.
في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؛ هناك رسائل ومحطات لا تتوقف فحسب على الحفل المبهر وحسن التنظيم والاستقبال الذي عكفت عليه الدولة شهورًا للخروج بتلك الصورة والجودة والمكانة اللائقة؛ لكن الجزء الأهم والأكبر هو إدراك المواطن ورجل الشارع العادي لعظمة هذا الوطن ومكانته ونظرات العالم بمختلف معتقداته وانتماءاته وأيدلوجياته لنا، فالإقبال والتمثيل الدولي والعربي والإقليمي في حفل الافتتاح الرسمي هو خير مثال ودليل لما قامت به مصر على امتداد تاريخها القديم والحديث وواقعها الحالي فمن لا يعرف قدر مصر قيادةً وشعبًا فليذهب للمتحف المصري الكبير سيجد ما يسر القلب والعين ويدعو للفخر والصمت احترامًا لما قامت به وتقوم به القاهرة.. إنها القاهرة لمن لا يعلم.









0 تعليق