أكد الدكتور فوزي رمضان، الخبير السياسي والاستراتيجي، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قمة السلام بشرم الشيخ ليس هدنة تكتيكية بل هو نقطة تحول فرضها الواقع الدولي والإخفاق الإسرائيلي، معتبرًا أن قرار الحرب والسلم لم يعد بيد اليمين المتطرف في تل أبيب.
وشدد "رمضان"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس"، على أن فكرة مؤتمر شرم الشيخ للسلام كانت فكرة مصرية قديمة، وأن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لها سابقًا قد تبدد، موضحًا أن ما يؤكد حقيقة الاتفاق أنه بعد مرور أكثر من 700 يوم على بداية الحرب، أدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل فقدت كل شيء، بما في ذلك حلفاؤها الأوروبيون والشرقيون وحتى طلبة المدارس، وعلى الرغم من أن الوزارة اليمينية المتطرفة بقيادة وزيري الأمن الوطني والمالية تدفع باتجاه استمرار الحرب، فإن الضغط الأمريكي القوي هو الذي فرض تنفيذ اتفاق شرم الشيخ.
المجتمع الدولي بأكمله يرى ضرورة إتمام هذا الاتفاق
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بأكمله يرى ضرورة إتمام هذا الاتفاق، خاصة بعد ارتكاب إسرائيل لجميع موبيقات الحرب بكافة صورها وارتكاب إبادة جماعية أدت إلى إدانة وزير دفاعها من قبل الجنائية الدولية، معقبًا: "الاتفاق مش تمثيلية ولا مسرحية.. الرئيس ترامب بيحاول ينقذ الدولة اليهودية أو الدولة الإسرائيلية بهذا المؤتمر بالتزامها بتطبيق ما تم الاتفاق عليه".
ولفت إلى أن جهود القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت حاسمة في دفع مسار الهدنة إلى الأمام، متجاوزة محاولات نتنياهو للمماطلة، موضحًا أن فتح الطرق، وإنشاء المعسكرات، وتأمين اللوريات الخاصة بالمواد الإغاثية للشعب الغزاوي، كلها إرهاصات تؤكد أن الأطراف الفاعلة تتجه نحو تعمير غزة، مفسرًا تأخر تسليم بعض جثامين الأسرى الإسرائيليين بوجود صعوبات لوجستية، حيث أن بعضها تحت أنقاض منشآت تتطلب آليات ثقيلة لإزالتها، وليست "تلكؤًا" مقصودًا من الجانب الفلسطيني.
وأكد أن الضغط الدولي، وبالأخص الأمريكي، سيجبر الدول المترددة على المشاركة في عملية الإعمار، وأن المرحلة الراهنة تبرهن على أن قرار الحرب والسلم لم يعد قرارًا أحاديًا إسرائيليًا، بل أصبح خاضعًا للرؤية المصرية المدعومة دوليًا لإنهاء الصراع والبدء في مرحلة التعافي.









0 تعليق