أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن مدينة الفاشر السودانية تشهد مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية نتيجة استمرار النزاع والأزمات في البلاد. وأشار فليتشر، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إلى أن الفشل في حماية المدنيين يُعد أحد أبرز معالم الأزمة المتفاقمة في السودان، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تشمل نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية الأساسية.
وأوضح المسؤول الأممي أن الأوضاع في الفاشر تمثل نقطة حرجة في الأزمة الإنسانية بالسودان، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، إضافة إلى تفشي الأمراض المعدية نتيجة نقص الخدمات الصحية والمياه النظيفة. وأضاف أن السكان يواجهون صعوبة في الحصول على المساعدات الإنسانية بسبب القيود الأمنية واللوجستية، ما يزيد من حدة المعاناة ويهدد حياة الآلاف.
وأشار فليتشر إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تبذل جهودًا كبيرة لتقديم الدعم، لكن التحديات الأمنية والسياسية تعرقل وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة. وأكد أن هناك حاجة ماسة لتوفير ممرات آمنة للمدنيين وضمان استمرار تقديم المساعدات الغذائية والطبية بشكل منتظم وفعال.
كما حذر المسؤول الأممي من أن استمرار النزاع في الفاشر والمناطق المحيطة به قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية على مستوى إقليمي، حيث يتوقع نزوح المزيد من المدنيين إلى مناطق آمنة داخل السودان وخارجه، ما يضاعف الضغوط على الموارد المتاحة ويزيد من تعقيد جهود الإغاثة الإنسانية.
وشدد فليتشر على أهمية التعاون الدولي لدعم الحكومة السودانية والمجتمع المدني في حماية المدنيين وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، مؤكدًا أن أي تأخير في التحرك الدولي قد يؤدي إلى نتائج كارثية أكثر، ويؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
ويأتي هذا التحذير الأممي في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في عدة مناطق بالسودان، حيث يتعرض المدنيون لأعمال عنف متكررة ونزوح واسع النطاق، ما يجعل من تقديم المساعدات الإنسانية مهمة صعبة لكنها ضرورية للحفاظ على حياة السكان ومواجهة الكارثة الإنسانية المتنامية.










0 تعليق