أكدت الكاتبة صفاء النجار، أن مصر كانت صاحبة الخطوة الأولى في تأسيس فكرة المتاحف وحماية الآثار في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الاهتمام الرسمي بحفظ التراث المصري بدأ منذ أكثر من قرن ونصف القرن، حين صدر في يونيو عام 1858 قرار بإنشاء مصلحة الآثار المصرية، لتكون بذلك المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة.
وأوضحت، خلال برنامج "أطياف" على قناة الحياة، أن الدولة المصرية في ذلك الوقت كلّفت الأثري الفرنسي أوجيست مارييت، المولود عام 1821 في فرنسا والمتوفى في القاهرة عام 1881، بمنصب مأمور للعاديات، أي مسؤول الآثار.
وأضافت أن مارييت كان له دور ريادي في تطوير علم الحفائر والاستكشافات الأثرية في مصر، حيث وسّع نطاق البحث والتنقيب ونقل العديد من القطع الأثرية المهمة إلى مخزن خاص على ضفاف النيل في منطقة بولاق، ليكون بذلك أول نواة لفكرة إنشاء متحف مصري يضم كنوز الحضارة الفرعونية في مكان واحد.
وأشارت النجار إلى أن ما بدأه مارييت من تنظيم لعمليات التنقيب وحماية القطع الأثرية شكّل اللبنة الأولى في ناء منظومة متكاملة لصون التراث المصري، وهي المنظومة التي تطورت عبر العقود حتى بلغت ذروتها في المتحف المصري الكبير، الذي وصفته بأنه امتداد طبيعي لتاريخ مصر الطويل في حفظ آثارها وتقديمها للعالم بصورة حضارية.
وأكدت على أن مصر لم تكتفِ بأن تكون مهد الحضارة، بل أصبحت حارسة التاريخ الإنساني، وأن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل تتويجًا لمسيرة بدأت منذ عام 1858، عندما وُلدت أول فكرة مؤسسية لحماية آثار هذا الوطن العظيم.








 
            






 
                
            
0 تعليق