أعلنت السلطات البلجيكية، عن فتح تحقيق أمني موسّع عقب رصد طائرات مسيّرة مجهولة الهوية تحلّق فوق قاعدة عسكرية حساسة تقع جنوب شرقي البلاد، في حادث أثار قلق الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورفع من مستوى التأهب في صفوف الجيش.
وقال وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكن، في منشورين عبر منصة "إكس"، إن حراس ثكنة تقع في مدينة مارش أون فامين لاحظوا خلال يومي الأحد والثلاثاء الماضيين تحليق طائرات مسيّرة فوق مناطق حيوية داخل القاعدة العسكرية، مما استدعى تدخل الشرطة ووحدة الاستخبارات العسكرية لفتح تحقيق أمني عاجل في الحادث.
وأوضح الوزير أن هذه العمليات "ليست من فعل هواة، بل نفذها طيارون محترفون في تشغيل الطائرات المسيّرة"، وهو ما يعزز فرضية أن التحليق تم بدوافع تجسسية أو لاختبار قدرات الدفاع الجوي البلجيكي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق الأمني أن السلطات رصدت نحو خمس طائرات مسيّرة ليلة السبت، وطائرتين إضافيتين ليلة الثلاثاء، مشيرًا إلى أن التحليق جرى في ساعات متأخرة من الليل، ما جعل من الصعب تحديد نوع الطائرات أو الجهة التي تقف وراء تشغيلها.
وأكد مكتب وزير الدفاع أن التحقيق الأمني ما زال جاريًا، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية حول هوية الجهات المشتبه بها، أو ما إذا كان هناك أي اختراق أمني لبيانات القاعدة أو تجهيزاتها العسكرية.
ويأتي هذا الحادث في وقت يعيش فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) حالة استنفار أمني متزايدة بعد سلسلة حوادث مشابهة، حيث تم تسجيل اختراقات جوية عبر طائرات مسيّرة في أكثر من موقع أوروبي، من بينها مطارات كوبنهاغن وميونخ، بالإضافة إلى مناطق في البلطيق.
وفي سياق متصل، أغلقت ليتوانيا الأحد الماضي مطارًا وعدة معابر حدودية مع بيلاروسيا عقب رصد أجسام طائرة مجهولة الهوية اخترقت مجالها الجوي، في خطوة تعكس تنامي المخاوف الأمنية من انتشار استخدام الطائرات المسيّرة في الأنشطة الاستخباراتية.
من جانب آخر، كانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري عن أربعة مشاريع دفاعية جديدة، من بينها إنشاء نظام أوروبي متكامل لمكافحة الطائرات المسيّرة بهدف تعزيز الحماية الجوية وتأمين الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في مواجهة التهديدات المتزايدة.
ويرى محللون أن حادث تحليق الطائرات المسيّرة فوق القاعدة البلجيكية يسلّط الضوء على تصاعد المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير المشروع للطائرات غير المأهولة في أوروبا، ويؤكد الحاجة الملحّة لتسريع مشاريع الدفاع المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لضمان أمن منشآتها العسكرية.












0 تعليق