الدكتور أحمد يوسف: المتحف المصرى الكبير رسالة إلى الحضارة المعاصرة (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ساعات قليلة تفصلنا عن الحدث العالمي الذي تتجه إليه أنظار العالم بجهاته الأربع، ألا وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، في حفل عالمي يشهده ملوك ورؤساء العديد من الدول العربية والأجنبية.

وحول ما يمثله المتحف المصري الكبير، كرافد من روافد الثقافة والحضارة العالمية، تحدث أستاذ النقد الأدبي والبلاغة، الناقد الدكتور أحمد يوسف علي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور".

افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة إلى الحضارة المعاصرة العرجاء

واستهل "يوسف" حديثه مشيرًا إلى أنه: "ظلت مصر عبر تاريخها الطويل حاضرة لا تغيب حتى وهي في أوقات الضعف والتراجع، وسر هذا الحضور هو ما رسخته الحضارة المصرية من قيم العلم والفن والفكر والدين، وبقيت شواهد العلم والفن والفكر والدين ماثلة في آثارها كما هي ماثلة في ضمائر كل من عاش فيها أو زارها ولم يعش فيها، أو حتى غزاها".

وأوضح: فقد مكث فيها أفلاطون ما يقرب من عقد من الزمان، وكان يظن أنه آت من بلاد تفوق مصر حضارة علمًا وتأثيرًا، ولكنه بعد أن عاش فيها وتعلم في جامعة أون، أدرك أنه لم يكن قد تعلم مثل ما تعلمه في بلاده، وكتب في كتابه المشهور"الجمهورية" أيها الأثينيون أنتم عيال على المصريين"، بهره في مصر العلوم والفنون والدين، هذا الثالوث الذي تجلى في عمارة المعابد والمباني والأهرام.

 المصريون قادرون على إبهار العالم بالمتحف المصري الكبير

وأكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم رسالة إلى الحضارة المعاصرة العرجاء التي امتلكت ناصية العلم وغطرسة القوة، وافتقدت قيم الخلق القويم الذي يبنى على الحق والخير والجمال، إن مصر اليوم تزدهي بحضارتها الباقية على الرغم من تغير الأزمان، وتعاقب الحضارات.

 وأضاف: "نحن إذ نفتتح هذا الصرح الحضاري الفريد، نعلن أن قيم السلام والتعايش واحترام الإنسان هي الباقية وهي خير أثر يتركه الإنسان للإنسان، ويأتي الإعلان عن هذا الرمز الكبير وقد استطاع المصريون أن يلفتوا الأمم الكبرى في الشرق والغرب إلى قبلتها، وأن ترسخ لهم ما رسخته حضارتهم المتعاقبة في فجرالضمير الذي ولد على ضفاف النهر الخالد".

المتحف المصري الكبير يشهد بأن حضارتنا حضارة التجدد

وتابع: "إن ما يحتويه هذا المتحف المصري الكبير العالمي من آثار، يشهد بأن حضارتنا هي حضارة التعدد والتنوع والتجدد في ظل الكيان الواحد، فقد امتزجت هذه الحضارة بكل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر وانصهرت فيها وبقيت مصر شامخة، شاهدة على الزمان، كما شهد لها الزمان بالبقاء والرسوخ وبالضمير والخلق والعلم والفن والدين والفكر".

وختم حديثه قائلًا: "إن المصريين اليوم قادرون على إبهار العالم بوصفهم امتدادًا لأسلافهم الذين مازالوا يشغلون الحضارة المعاصرة، كما شغلوا كل الحضارات عبر التاريخ، ولنتعلم الدرس الباقي وهو أن العلم والفن والخلق ركن ركين في بناء الحضارة التي عمادها الإنسان".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق