قيادات دينية تطلق بيانًا مشتركًا لمكافحة الجوع خلال اجتماعات الأمم المتحدة بروما

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 أطلقت ثلاث من أكبر المنظمات المسيحية في العالم، مجلس الكنائس العالمي (WCC) ومنظمة كاريتاس الدولية ومنظمة وورلد فيجن إنترناشونال، بيانًا إيمانيًا مشتركًا حول الحق في الغذاء والتغذية، وذلك خلال اجتماع للأمم المتحدة حول الأمن الغذائي، ضمن فعاليات سنة اليوبيل 2025.

ويهدف البيان إلى بناء تحالف ديني عالمي يواجه الأسباب الجذرية لأزمة الجوع التي تطال أكثر من 673 مليون شخص حول العالم، في خطوة تمثل أول تعاون من نوعه بين هذه الجهات الثلاث في مجال الأمن الغذائي.

الجوع في عالم الثراء: أزمة أخلاقية وإنسانية

وشهد مقر منظمة كاريتاس الدولية في روما اجتماعًا ضم قيادات دينية ومسؤولين من الأمم المتحدة وخبراء سياسات، ناقشوا ما وصفوه بـ"الأزمة الأخلاقية والإنسانية الكبرى"، إذ لا يزال الجوع قائمًا في عالم يمتلك ثروات غير مسبوقة.

وقال القس كينيث متاتا، مدير برامج الحياة والعدالة والسلام في مجلس الكنائس العالمي: "نحن نعي الدور الحيوي للمؤسسات الدينية في مواجهة الأسباب الهيكلية للجوع، ونسعى لبناء تحالف قوي من الفاعلين الإيمانيين لتأثير السياسات العامة وتمكين المجتمعات المحلية، والاستفادة من الحكمة اللاهوتية المشتركة والأدوات القانونية المتاحة".

وأضاف: "معًا يمكننا إحداث فرق حقيقي لأكثر من 673 مليون إنسان يعيشون حاليًا في حالة جوع مزمن".

الأمم المتحدة: الغذاء حق وليس إحسانًا

من جانبه، رحّب مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، بالبيان ووصفه بأنه تعاون غير مسبوق، مؤكدًا أن الوصول إلى غذاء مغذٍ هو حق إنساني وليس عملًا خيريًا.

وأشار فخري إلى أهمية ما تضمنه البيان من إشارة إلى تأثير الصراعات والحروب على الأمن الغذائي، خاصة في السودان وفلسطين.

برنامج الغذاء العالمي: الجوع في ظل الثروة غير مقبول أخلاقيًا

بدوره، أكد الدكتور عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، صحة الأرقام الواردة في البيان، لكنه أشار إلى حقيقة أكثر قسوة قائلاً: "اليوم نمتلك نحو 450 تريليون دولار من الثروة في العالم، ومع ذلك قد يموت 14 مليون شخص جوعًا هذا العام، من بينهم 5 ملايين طفل... وهذا أمر غير مقبول أخلاقيًا وإنسانيًا".

تعاون متجدد بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدينية

وفي ختام اليوم، شارك ممثلون رفيعو المستوى من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والكرسي الرسولي وتحالف مكافحة الجوع والفقر العالمي في حفل استقبال رسمي، وفّر مساحة للحوار وبناء العلاقات بين الحكومات والمنظمات الدينية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مجال العدالة الغذائية.

وخلال الحفل، أشاد خوان إشانوفي، رئيس فريق الحق في الغذاء بمنظمة الفاو، بالتزام القادة الدينيين بتعزيز الحق في الغذاء الكافي، مؤكدًا أن المنظمة ستواصل التعاون مع الشركاء الدينيين لدعم السياسات والحوكمة القائمة على حقوق الإنسان.

وجاء إطلاق البيان بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ53 للجنة الأمن الغذائي العالمي واحتفال منظمة الفاو بذكرى تأسيسها الثمانين.

التزام مستمر وخطط مستقبلية

وأكدت المنظمات الثلاث التزامها بمواصلة العمل المشترك لمواجهة الأسباب الجذرية للجوع وسوء التغذية، عبر حلول علمية قائمة على الأدلة، ومساءلة الحكومات عن وعودها بإنهاء الجوع.

كما أعلنت عن خطة لإبقاء الزخم من خلال جلسات افتراضية وحوارات وطنية ومنصات تعلم مشتركة، بهدف ترجمة البيان إلى تحرك فعلي على أرض الواقع يسهم في تحقيق العدالة الغذائية للجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق