أعلنت كوريا الشمالية، عن تنفيذ تجربة جديدة لصاروخ كروز بحر-أرض قبالة سواحلها الغربية، في خطوة تأتي قبل يوم واحد فقط من الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية، ما أثار اهتمامًا دوليًا واسعًا بشأن توقيت الاختبار ودلالاته السياسية والعسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية أن التجربة الصاروخية جرت بإطلاق صواريخ كروز بحر-أرض بشكل عمودي من منصة بحرية، وحلّقت هذه الصواريخ لأكثر من ساعتين متواصلتين، في استعراض واضح لقدراتها على تنفيذ ضربات دقيقة وطويلة المدى من البحر نحو أهداف برية محتملة. وأضافت الوكالة أن التجربة كانت ناجحة وحققت الأهداف المحددة لها بدقة عالية، مؤكدة أن "الصواريخ أصابت أهدافها بدقة بعد مسار طيران مستقر ومتواصل".
وأوضحت التقارير الرسمية أن نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية باك جونغ شون هو الذي أشرف شخصيًا على عملية الإطلاق ومتابعة المسار الميداني للتجربة، في غياب الزعيم كيم جونغ أون، الذي لم يُشارك هذه المرة في الإشراف المباشر على التجربة، خلافًا لما جرت عليه العادة في التجارب السابقة. ويأتي هذا التطور بينما عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في لقاء كيم جونغ أون خلال جولته الآسيوية المقبلة، في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين واستئناف الحوار حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.
ويرى مراقبون أن توقيت تجربة صاروخ كروز بحر-أرض قبل زيارة ترامب مباشرة يحمل رسالة سياسية مزدوجة؛ فهو من جهة يعكس تصميم بيونغ يانغ على مواصلة تطوير ترسانتها العسكرية رغم العقوبات الدولية، ومن جهة أخرى يسعى إلى تعزيز موقفها التفاوضي في أي محادثات مستقبلية. كما يؤكد هذا الإطلاق استمرار كوريا الشمالية في اختبار حدود الرد الأمريكي، خاصة بعد فترة من الجمود في المفاوضات النووية.
تأتي هذه التجربة في ظل تصاعد القلق الإقليمي من سباق التسلح في شرق آسيا، حيث تواصل بيونغ يانغ تطوير صواريخها الباليستية وصواريخ كروز بحر-أرض القادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الحديثة.










0 تعليق