إيمان رجب.. من المحاماة إلى لوحات تنبض بحنين الوطن

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أقصى شمال أوروبا، وتحديدًا في العاصمة الأيرلندية دبلن، تواصل الفنانة المصرية إيمان رجب كتابة فصل جديد من حكايتها مع الفن والحياة، وهي تشارك للعام الرابع على التوالي في معرض “Art Source”، أحد أكبر وأهم المعارض الفنية في القارة الأوروبية، بمشاركة أكثر من مائتي فنان من مختلف أنحاء العالم، لكن ما يميز هذا العام، أن إيمان تقف هناك كالعربية والمصرية الوحيدة في هذا الحدث الضخم، حاملة بين أناملها ملامح وطنها وألوانه الدافئة إلى عيون الأوروبيين.

بين الحنين والفرشاة

إيمان، خريجة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، كانت في يوم ما تسير في طريق المحاماة، قبل أن تأخذها الغربة إلى أيرلندا حيث أعادت اكتشاف ذاتها من جديد. تقول بابتسامة يغمرها الشوق: “منذ طفولتي كنت أرسم على أي ورقة تقع بين يدي، لكن الحياة أخذتني في طريق مختلف… إلى أن وجدت في الغربة نافذة أعود منها إلى حلمي الأول.”

في لوحاتها، تستحضر إيمان روح البيوت المصرية القديمة وبنات الحارة، والأبواب والجدران التي تحمل بصمات الذاكرة. تستخدم الألوان كلغة عالمية للحوار، لتقدّم صورة مختلفة عن مصر، تتجاوز الأهرامات والصحراء إلى مصر الإنسان والمشاعر والدفء. وتقول: “أحب رسم الجدران القديمة لأنها تشبهنا نحن البشر، تحتفظ بآثار الزمن لكنها تظل صامدة ودافئة. في كل لون أضعه هناك حكاية وذكرى… وربما قلب اشتاق إلى بيته الأول.”

الفن كجسر بين الثقافات

إيمان ترى أن الفن ليس مجرد متعة بصرية، بل وسيلة تواصل إنساني، ولهذا تحرص على أن تبعث لوحاتها البهجة والسكينة في قلوب من يشاهدها. ألوانها الزاهية ليست مجرد اختيار جمالي، بل وسيلة علاج نفسي وروحي، كما تصفها.
تقول بابتسامة: “أؤمن أن للألوان طاقة… يمكنها أن تشفي وتُطمئن، وأن تمنح السلام لمن فقده.”

وقد لاقت أعمالها صدى واسعًا في أوساط الفن الأوروبي، حيث تتلقى إيمان في كل معرض كلمات إعجاب مؤثرة، من قبيل: “ذكرتِني بمصر الجميلة”… “ألوانك تبعث السعادة”… “لوحاتك تشعرني بالدفء”.
لكن أكثر المواقف التي تركت بصمة في قلبها كانت من سيدة أيرلندية فقدت زوجها، اقتنت إحدى لوحاتها وقالت لها: “أريد أن تدخل لوحتك بيتي لتملأه بالشمس والدفء من جديد.”


تصف إيمان تلك اللحظة قائلة: “حينها أدركت أن رسالتي وصلت، وأن الفن قادر على لمس الأرواح مهما اختلفت اللغات.”

من المحلية إلى العالمية

لم تتوقف إيمان عند حدود المعارض، بل أصبحت تجربتها نموذجًا يحتذى به للمرأة العربية المهاجرة التي صنعت لنفسها مكانًا في المشهد الفني الأوروبي. كتبت عنها صحف مصرية وعربية عدة باعتبارها من أوائل الفنانات العربيات اللاتي قدّمن معالجة فنية إنسانية لتجارب الاغتراب والحنين.

وتستعد إيمان هذا العام لعرض أحدث مجموعاتها الفنية في معرض Art Source، الذي يُقام في الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر داخل الجمعية الملكية في دبلن (RDS)، لتواصل عبر لوحاتها مدّ جسور الضوء بين مصر وأيرلندا، وبين الحنين والفرشاة، وبين القلب واللون.

IMG_2718
IMG_2718
IMG_2717
IMG_2717
IMG_2716
IMG_2716
IMG_2715
IMG_2715
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق