تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مساءٍ هادئ من أمسيات الوراق بمحافظة الجيزة، لم يكن الفكهاني البسيط، يدرك أن آخر خلاف مالي سوف ينهي حياته، جلس أمام عربة الفاكهة يراقب المارة بعينٍ أنهكها التعب، بينما يحمل في جيبه ذكرى دينٍ قديم لم يسدده لصديقه السباك، دين لا يتجاوز ٢٠٠ جنيه..  لكنه كان بداية النهاية.
لم يكن المبلغ كبيرًا، لكنه أشعل بين الرجلين نارًا ظلت مشتعلة في الصدور، حضر السباك غاضبًا، وصوت جدالهما ارتفع في الشارع حتى جذب أنظار الجيران، كلمات حادة تبادلها الطرفان، ثم لحظة صمت قصيرة انتهت بطعنة غدرٍ سكنت صدر الفكهاني، فسقط أمام عربته التي لطالما كانت مصدر رزقه الوحيد.
هرع الأهالي نحوه، بعضهم حمله نحو المستشفى، والبعض الآخر أمسك بالقاتل قبل أن يفر، لكن كانت الطعنة أسبق من أي نجدة لفظ الفكهاني أنفاسه الأخيرة بين أيديهم، ودماؤه تختلط بعصير البرتقال المتساقط من عربته. كان قد تلقي ضباط مباحث قسم شرطة الوراق بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب مشاجرة ووجود قتيل بدائرة القسم.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين نشوب مشاجرة بين فكهاني وسباك بسبب قيام الأول باقتراض مبلغ مالي ٢٠٠ جنيه من الثاني، ورفض ردها، قام خلالها الثاني بطعن المجني عليه بسلاح أبيض مطواة محدثا إصابته التي أودت بحياته، جرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات، التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة.
وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، وواجهت النيابة العامة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسه ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه ١٥ يوما آخرين وجار استكمال التحقيقات.