دعت الحكومة الصينية، اليوم الخميس، المجتمع الدولي إلى اتباع الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أنه يمثل إطارًا قانونيًا وأخلاقيًا يجب الالتزام به من أجل التخفيف الفعّال من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في فلسطين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون – خلال المؤتمر الصحفي الدوري في بكين – إن بلاده تحترم بشدة قرارات ومحاكم القانون الدولي، وترى أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل “مرجعًا أساسيًا” للمجتمع الدولي في جهوده لوقف العنف ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف المتحدث أن الصين تؤمن بضرورة التعامل مع الأزمة في غزة والضفة الغربية من منظور العدالة والإنصاف الدولي، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في القطاع “كارثي” ويتطلب تحركًا عاجلًا ومسؤولًا من جميع الأطراف، خاصة الدول ذات النفوذ في مجلس الأمن.
وشدد قوه على أن بكين تدعم بشكل ثابت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
وأوضح المتحدث أن بلاده تدعو الأطراف كافة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة تضمن دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى المدنيين، محذرًا من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة ذات تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.
وأشار إلى أن الصين ستواصل دعمها للجهود الدبلوماسية والسياسية في الأمم المتحدة، والتعاون مع الدول العربية والدول الأعضاء في مجلس الأمن لتطبيق توصيات محكمة العدل الدولية، مضيفًا أن بكين مستعدة للمشاركة في أي مبادرة دولية تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
كما دعا قوه جيا كون الدول الكبرى إلى الكف عن تسييس القضايا الإنسانية أو استخدام الفيتو لحماية الانتهاكات، مؤكدًا أن العدالة الدولية يجب أن تكون فوق الحسابات السياسية، وأن احترام القانون الدولي هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين.
واختتم المتحدث باسم الخارجية الصينية تصريحه بالتأكيد على أن موقف الصين من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، يقوم على مبادئ العدالة والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، لافتًا إلى أن بلاده ستواصل التنسيق مع شركائها الدوليين والإقليميين لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم حقه في الحرية والاستقلال.
0 تعليق