قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يأمل أن تؤدي العقوبات الأمريكية الجديدة على موسكو إلى جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر “عقلانية” في تعاطيه مع الأزمة الأوكرانية، معربًا عن أمله في أن تُرفع تلك العقوبات قريبًا إذا أبدت روسيا استعدادًا جديًا للتفاوض.
وجاءت تصريحات ترامب خلال استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في البيت الأبيض، حيث أوضح أن فرض العقوبات الأخيرة كان خطوة “ضرورية” بعد أن فشلت المحادثات مع موسكو في تحقيق أي تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف: “حان الوقت لفرض عقوبات على روسيا، لكني أتمنى ألا تدوم طويلًا، لأن هدفنا ليس الإضرار بالشعب الروسي بل دفع بوتين إلى التفاوض بعقلانية”.
وأشار ترمب إلى أنه يرى مؤشرات على أن بوتين قد يكون مستعدًا الآن للجلوس إلى طاولة المفاوضات، موضحًا أنه ألغى الاجتماع السابق معه لأنه لم يشعر بأن “الظروف كانت مناسبة”، على حد تعبيره. وأضاف أن اللقاءات السابقة مع الرئيس الروسي كانت “جيدة في الشكل لكنها لم تسفر عن نتائج عملية”.
وأكد ترمب في تصريحاته أن واشنطن لا تريد أن “تسيطر روسيا على كامل أوكرانيا”، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع القائم منذ أكثر من عامين. كما أشار إلى أنه سيتحدث قريبًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول إمكانية أن تلعب بكين دورًا مؤثرًا في إقناع بوتين بوقف الحرب، معتبرًا أن الصين تملك نفوذًا كبيرًا على روسيا يمكن أن يساهم في دفعها نحو التسوية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي، شملت أكبر شركتين في البلاد وهما «روسنفت» و**«لوك أويل»**، إضافة إلى مؤسسات تابعة لهما. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان إن هذه الخطوة تهدف إلى “الضغط الاقتصادي والسياسي على موسكو”، داعيًا الحلفاء الأوروبيين إلى “الانضمام لواشنطن في هذه الإجراءات”.
وأكد بيسنت أن الوقت حان لـ“وقف القتل ووقف إطلاق النار الفوري في أوكرانيا”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية إذا لم تستجب روسيا للمطالب الدولية بإنهاء الحرب. وتأتي هذه التطورات وسط جهود دبلوماسية غربية متزايدة لإجبار موسكو على العودة إلى طاولة المفاوضات، في وقت يحاول فيه ترمب استعادة دوره في إدارة ملف الأزمة الأوكرانية بطريقة توازن بين الضغط والعقلانية.
0 تعليق