توقعت شركة "جنرال موتورز" الأمريكية أن يكون تأثير الرسوم الجمركية أقل مما كانت تخشاه سابقا، معلنة رفع توقعاتها للأرباح السنوية، في خطوة عززت أسهمها بأكثر من 10% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق يوم الثلاثاء.
وقالت الشركة إنها تتوقع أن تصل تكلفة الرسوم الجمركية المفروضة في الولايات المتحدة إلى نحو 4.5 مليار دولار؛ مقارنة بتقدير سابق بلغ 5 مليارات دولار، مشيرة إلى أنها ستنقل جزءا من هذه التكاليف إلى المستهلكين من خلال زيادة أسعار السيارات، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" الاقتصادية.
وبناء على هذه التعديلات، رفعت الشركة توقعاتها للأرباح التشغيلية المعدلة للعام الجاري إلى نطاق يتراوح بين 12 و13 مليار دولار، بدلا من التقديرات السابقة التي تراوحت بين 10 و12.5 مليار دولار؛ فيما قال المدير المالي للشركة بول جاكوبسون إلى المستثمرين إن "العام المقبل سيكون أفضل حتى من عام 2025".
وتظل "جنرال موتورز" معرضة لتداعيات الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ نظرا لوجود مراكز تصنيع رئيسية لها في كوريا الجنوبية والمكسيك وكندا، يتم منها توريد سيارات إلى السوق الأمريكية، ومع ذلك أوضحت الشركة أن بعض الأعباء الناتجة عن الرسوم الجمركية سيتم تعويضها عبر إجراءات دعم للقطاع أعلنتها إدارة ترامب مؤخرا.
وقالت الشركة إنها سترفع أسعار سياراتها في أمريكا الشمالية بنسبة تصل إلى 1% على أساس سنوي، لمواجهة التكاليف الإضافية، وكانت إدارة ترامب قد أطلقت في وقت سابق من العام برنامجا لاسترداد الرسوم الجمركية، يسمح لشركات السيارات التي تصنع سياراتها داخل الولايات المتحدة باستعادة ما يصل إلى 3.75% من القيمة التجزئية للسيارة خلال العام المقبل.
وأكدت الحكومة الأمريكية مؤخرا أنها ستمدد هذا البرنامج حتى عام 2030، ما يتيح لمصنعي السيارات والشاحنات المطالبة باسترداد النسبة نفسها البالغة 3.75% خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويأتي تعديل التوقعات رغم إعلان الشركة الأسبوع الماضي عن تحملها مخصصا قدره 1.6 مليار دولار لتقليص إنتاج السيارات الكهربائية، بعد إلغاء الإعفاءات الضريبية على شراء المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة ماري بارا في رسالة للمستثمرين إن "جنرال موتورز" تعيد تقييم قدراتها الإنتاجية وشبكة مصانعها في ضوء التباطؤ المتوقع في تبني السيارات الكهربائية، مضيفة "من خلال التحرك السريع والحاسم لمعالجة فائض الطاقة الإنتاجية، نتوقع تقليص خسائر السيارات الكهربائية في عام 2026 وما بعده".
وأسهم اندفاع المستهلكين لشراء السيارات الكهربائية قبل انتهاء فترة الإعفاءات الضريبية في 30 سبتمبر في تحقيق طفرة مؤقتة بالمبيعات، إذ تضاعفت مبيعات "جنرال موتورز" من السيارات الكهربائية لتسجل رقما قياسيا فصليا بلغ 66،501 سيارة.
لكن العديد من شركات السيارات، من بينها "فورد"، تتوقع تباطؤا حادا في مبيعات السيارات الكهربائية بسبب انتهاء الإعفاءات الضريبية والتراجع المقترح في قواعد خفض انبعاثات المركبات.
وقالت "جنرال موتورز" إنها ستنتج أكثر من مليوني سيارة سنويا في الولايات المتحدة بعد اكتمال استثمارها البالغ 4 مليارات دولار في مصانعها في ولايات تينيسي وكانساس وميشيجان، وذلك ضمن خطة لتوسيع إنتاج سيارات الدفع الرباعي والشاحنات العاملة بالوقود.
وسجلت الشركة أرباحا تشغيلية معدلة قبل الفوائد والضرائب بلغت 3.4 مليار دولار في الربع الثالث، بانخفاض 18% على أساس سنوي، بينما ظلت الإيرادات شبه مستقرة عند 49 مليار دولار، ومع ذلك جاءت الأرباح التشغيلية المعدلة أعلى من متوسط توقعات المحللين البالغ 2.7 مليار دولار، فيما بلغت تكاليف الرسوم الجمركية خلال الربع 1.1 مليار دولار.
0 تعليق