قس فلسطيني يدعو الكنيسة إلى ضرورة التحول الروحي العميق تجاه معاناة غزة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 دعا الدكتور القس منذر إسحق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، خلال الكلمة التي  ألقاها في اليوم الرابع لاجتماعات المجلس العام السابع والعشرين للاتحاد العالمي للكنائس المصلحة (WCRC)، المسيحيين في العالم إلى التحول الروحي العميق على مثال القديس بولس الرسول، الذي تغيّر بعد لقائه بالمسيح على طريق دمشق.

دعوة إلى التحول: من شاول المتعصب إلى بولس المتواضع

استند القس إسحق في عظته إلى رسالة تيموثاوس الأولى ، حيث تأمل في شكر بولس لله على رحمته، معتبرًا أن اللقاء مع المسيح غيّر حياته جذريًا. وقال: “لقد انتهت رؤية بولس لله كإله قبيلة أو عنف، وبدأ يرى الله الذي يبحث عن الناس لا ليُدينهم، بل ليُخلّصهم”.

وأشار"إسحق"  إلى أن بولس، الذي كان يعتز بعلمه ومكانته كفريسي، تحوّل إلى إنسان متواضع يصف نفسه بأنه "أول الخطاة"، مضيفًا أن هذا النوع من اللاهوت المتواضع هو ما يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

نظرة جديدة إلى الآخر والدين

وأوضح الدكتور إسحق أن اللقاء مع المسيح غيّر أيضًا طريقة نظر بولس إلى الآخرين، بعدما كان ينظر إليهم بتعالٍ وازدراء.
وقال: “حين نحتقر الآخرين، علينا أن نتذكر أننا نحتقر الخالق نفسه”.
وأضاف أن بولس بعد تحوله رأى في كل إنسان كائنًا محبوبًا من الله، داعيًا إلى التحرر من "خطيئة التعصب الديني".

كما حذر من أن المسيحية نفسها يمكن أن تتحول إلى ديانة قوانين جامدة إذا فقدت جوهرها المحرر، وقال: "لقد وضع بولس نفسه إلى جانب المضطهدين لا المضطهِدين، ونحن مدعوون أن نفعل المثل".

رسالة في وجه الألم والصمت

ربط القس الفلسطيني دعوته للتحول بالواقع العالمي الراهن، مشيرًا إلى المعاناة الإنسانية في السودان، واضطهاد الداليت في الهند، والدمار المستمر في غزة.
وقال بأسى: “أطفال غزة يُقتلون، ولدينا نظام فصل عنصري صهيوني في فلسطين – وكثير من المسيحيين ما زالوا يصمتون”.

وانتقد إسحق بشدة صمت الكنائس الغربية تجاه ما وصفه بـ"الجرائم التي ترقى إلى الإبادة"، مضيفًا:"هناك أدلة ساحقة على أن ما يحدث هو إبادة جماعية، ومع ذلك اختارت بعض الكنائس الصمت، أو الأسوأ، الدفاع عنها. صمتهم كان صاخبًا جدًا ليُتجاهل.

وأكد أن مثل هذا الموقف يحوّل اللاهوت إلى أيديولوجيا، مشيرًا إلى أن الخلاص الوحيد يكمن في «لقاء دمشقي جديد» يكسر لاهوت العنف والهيمنة.

الكنيسة ودورها المحرِّر

ودعا إسحق الكنيسة في كل مكان إلى أن تتشكل بقوة الإنجيل المحرّرة، لا بإملاءات السياسيين أو القوى الحاكمة، من المؤلم أننا لم نعد نميز بين صوت الكنيسة وصوت الزعماء السياسيين.

وتابع “إسحق” : “على الكنيسة أن تتماهى مع المهمَّشين والمتألمين، ففقط عندما نتغيّر نحن، يمكننا أن نكون أدوات للتغيير”.

 "نحتاج إلى المسيح الذي يفتح عيوننا"

اختتم الدكتور القس منذر إسحق عظته بالتأكيد أن المسيح الذي حوّل شاول إلى بولس لا يزال يغيّر القلوب اليوم، نحن نحتاج المسيح اليوم أكثر من أي وقت مضى، المسيح الذي يلتقينا في الطريق ويواجه عمى قلوبنا، ويحوّل قلوب الحجر إلى قلوب لحم.

وختم قائلاً : “حين نصير خليقة جديدة في المسيح، نستطيع أن نشهد للرجاء في عالمٍ مكسورٍ ومتألم. آمين”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق