ذكرت صحيفة «التلجراف» البريطانية أن الحكومة في لندن تستعد لمنح الجنود البريطانيين صلاحيات موسّعة تسمح لهم بإسقاط الطائرات المسيرة التي يُعتقد أنها تشكّل تهديدًا أمنيًا للقواعد العسكرية داخل البلاد وخارجها، في خطوة تعكس تزايد القلق من الاستخدام المتنامي للطائرات بدون طيار في أنشطة تجسس أو هجمات محتملة ضد المنشآت الحيوية.
وأوضحت الصحيفة أن القرار يأتي بعد سلسلة من الحوادث التي شهدتها الأشهر الأخيرة، حيث تم رصد طائرات مسيّرة مجهولة الهوية تحوم فوق أو قرب قواعد عسكرية بريطانية، بما في ذلك مواقع حساسة تستخدمها القوات الجوية والبحرية. وقالت مصادر دفاعية إن الحكومة ناقشت ضرورة تحديث القواعد العسكرية للتعامل مع هذا التهديد المتطور، مضيفة أن الصلاحيات الجديدة ستتيح للعسكريين اتخاذ قرارات فورية بإسقاط أي طائرة بدون طيار تشك في نواياها أو لا تستجيب للتحذيرات.
وبحسب التقرير، فإن التعديلات المنتظرة ستشمل اعتماد أنظمة دفاع إلكترونية متقدمة قادرة على تعطيل إشارات التحكم بالطائرات المسيرة، إلى جانب استخدام أسلحة مخصصة لاعتراضها قبل أن تقترب من مناطق حساسة. كما سيتم تدريب الوحدات الأمنية على تقييم المخاطر بسرعة واتخاذ الإجراءات اللازمة دون الحاجة إلى موافقات بيروقراطية قد تؤخر الرد.
ويأتي هذا التحرك البريطاني بعد ازدياد استخدام الطائرات المسيّرة في مناطق النزاع حول العالم، حيث أصبحت وسيلة رئيسية في الحروب الحديثة وعمليات التجسس الإلكتروني، كما تُستخدم أحيانًا من قبل جماعات غير حكومية أو أفراد لأغراض تخريبية.
ويرى خبراء أمنيون أن الخطوة الجديدة تمثل رسالة واضحة بأن بريطانيا عازمة على حماية منشآتها العسكرية من أي تهديد جوي محتمل، سواء كان من دول معادية أو من جهات غير معروفة. كما تُعد جزءًا من استراتيجية دفاعية أوسع لتحديث قدرات الجيش البريطاني في مواجهة التقنيات العسكرية المتطورة التي تتنامى بسرعة في السنوات الأخيرة.
0 تعليق