أثار تصريح جديد للسياسي الروسي كيريل دميترييف موجة من الجدل بعدما تساءل عن أسباب تسريب كييف معلومات سرية من اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو لقاء وصفته مصادر دبلوماسية بأنه “عاصف” وشهد نقاشات حادة حول مستقبل الحرب الأوكرانية وإمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وقال دميترييف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية إن ما جرى خلال ذلك اللقاء كان ينبغي أن يبقى ضمن دائرة مغلقة من المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، إلا أن تفاصيل حساسة وصلت سريعًا إلى الأوروبيين ثم إلى الصحافة الدولية. وأضاف أن هذا السلوك “غير المهني” من جانب كييف يعكس فقدانها للثقة حتى في أقرب حلفائها، ويؤكد أن القيادة الأوكرانية تسعى إلى توظيف المعلومات سياسيًا لكسب التعاطف الأوروبي في ظل تراجع الدعم العسكري والمالي الغربي.
وأشار دميترييف إلى أن تسريب مضمون اللقاء أضر بالعلاقات بين واشنطن وكييف، إذ شعر فريق ترامب بأن أوكرانيا تستغل أي اتصال مع الولايات المتحدة لأغراض دعائية داخلية.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي كان قد وجّه انتقادات لاذعة لزيلينسكي خلال الاجتماع، متهمًا إياه بعدم الجدية في السعي للسلام مع بوتين، وبالاعتماد المفرط على المساعدات الأميركية دون تقديم تنازلات سياسية حقيقية.
وفي الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام أوروبية أن بعض الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي عبّروا عن استغرابهم من سرعة تسريب محتوى اللقاء، معتبرين أن ذلك قد يضر بجهود الوساطة الجارية بين موسكو وكييف. كما أشار محللون إلى أن هذه الواقعة قد تُضعف صورة زيلينسكي كزعيم قادر على إدارة الملفات الحساسة بسرّية ومسؤولية.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتزايد فيه التسريبات المرتبطة بالحرب الأوكرانية، سواء من داخل كييف أو من مصادر استخباراتية غربية، ما يثير تساؤلات حول مدى تماسك التحالف الغربي في مواجهة روسيا. ويرى مراقبون أن تصريحات دميترييف تمثل محاولة روسية لتأكيد فكرة أن الانقسام داخل المعسكر الداعم لأوكرانيا بات واضحًا، وأن الثقة بين كييف وواشنطن تمر بأصعب مراحلها منذ بداية الصراع.
0 تعليق