من قلب طنطا إلى قلوب الناس: نداء لتصحيح المفهوم قبل أن نفقد المعنى

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أنا لا أهاجم السيد البدوي، ولا يمكن لإنسان يعرف قدر أولياء الله أن يمسّهم بسوء، فالسيد أحمد البدوي مقامه في القلوب قبل أن يكون مقامًا في الأرض، ولكن ما أهاجمه هو العبث باسم التصوف، وما أراه من تصرفات لا تليق لا بالسيد البدوي ولا بأتباعه ولا حتى بزيارة سيدنا النبي ﷺ نفسه.

عندما نذهب لزيارة قبر النبي الكريم، لا نتمسّح في الحديد، ولا نقبّل الأعمدة، ولا نطلب من الحجر أو الرخام قضاء الحوائج، نزور ونسلّم بأدب، وندعو الله وحده، لأن "لا إله إلا الله" هي الأصل وهي الفهم الصحيح الذي علّمه لنا النبي وأهل بيته الطاهرون.

لكن المؤسف أن بعض الزائرين لمقام السيد البدوي عن جهل أو عادات خاطئة يُظهرون مشاهد تُسيء أكثر مما تُفيد.

واحد يُقبّل العتبة، وآخر يتمسّح في الحديد، وثالث ينادي على السيد وكأنه يسمع ويرى ويملك النفع والضر.

ثم يظهر في الإعلام من يلتقط هذه الصور ويُصدرها للعالم وكأن هذا هو التصوف، ويُقدّم صورة مشوّهة لعجوز يلوّح بعصاه ويرتدي ثيابًا زاهية، فيُظنّ خطأً أن هذا هو السيد البدوي! وهذا جهل كبير وظلم للتاريخ وللأولياء وللإيمان نفسه.

التصوف الحقيقي صفاء قلب لا تمسّح حديد، هو حبّ لله ولرسوله، وسيرٌ على خُطى أهل بيت النبي لا على أعمدة المقامات.

وما يحدث من تجاوزات هو باب مفتوح لمن يحاربون التصوف ويهاجمون أهل البيت ومساجدهم.. هؤلاء وجدوا في تلك الأخطاء مادة خصبة للهجوم والسخرية، ونحن بأيدينا أعطيناهم الذريعة. فلنُصحّح الفهم قبل أن نلوم غيرنا،

ولنعلم أن أعظم كرامة للأولياء أن تُطاع شريعة الله التي جاؤوا بها، لا أن تُمسّح أعتابهم أو تُطلب منهم الحاجات.

وفي النهاية، لسنا ضد السيد البدوي ولا ضد أحد من آل بيت رسول الله، بل على العكس، نحن نُجلّهم ونُحبّهم، فمنهم سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيد المرسى، وسيدي العباس، وسيدي إبراهيم الدسوقي، وغيرهم مئات من أنوار آل بيت النبي ﷺ الذين ملأوا مصر نورًا وبركة.

لكن كل المقصود من حديثنا هو توضيح المفهوم، أن محبة آل البيت ليست في التمسّح ولا في العتبات، بل في الاقتداء بسيرتهم، واتباع نهجهم، وحفظ مكانتهم بما يليق بهم.

إنهم دعاة توحيد لا مظاهر، ودعاة حب لا غلوّ، وإن كنا حقًا من محبيهم، فلنُظهر ذلك بفهمٍ صحيح وسلوكٍ راقٍ، حتى لا نكون نحن السبب في تشويه صورة التصوف ولا في الإساءة إلى أولياء الله الصالحين.

آل البيت تاج على رؤوسنا، وبركتهم في قلوبنا، لا في الحديد ولا في الرخام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق