مطران القدس والأردن في حوار استثنائي لـ"البوابة نيوز": اتفاق غزة انتصار للحياة و"السيسي" صوت العقل والضمير.. وبحكمته أعاد الأمل وحقن الدماء

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في لحظة بدأ فيها صخب الحروب يهدأ بعد عامان من الحرب والدمار، التقينا المطران سني إبراهيم عازر، مطران الأراضي المقدسة والقدس والضفة الغربية والأردن، فجاء حديثه  ليذكّرنا أن الأمل لا يموت، وأن الروح لا تعرف الاستسلام مهما غلّفتها رائحة البارود والدم.

 فقد جاء توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة كنبراس يضيء الطريق نحو سلام شامل وعادل، يحمي حياة الأبرياء ويكرّس العدالة لكل الشعوب.

السيسي صوت العقل والضمير 

وفي قلب هذا الإنجاز، تلمع جهود مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، صوته الحكيم الذي رفع راية الإنسانية فوق كل الانقسامات، ليذكّرنا أن السلام ممكن حين يقف العقل والضمير معًا لحماية الحياة والكرامة

وقف إطلاق النار في غزة ثمرة الحكمة والرؤية الثاقبة

‎في القاهرة… حيث التاريخ الذي حمل دومًا همّ القدس، وحيث كانت مصر – ولا تزال – بيت العرب وضميرهم الحي الذي لا يموت، حلَّ المطران ضيفًا كريمًا، يحمل وجع الأرض المقدسة في قلبه، ويمتزج في صوته الدعاء بالأمل، والرجاء بالحكمة.

مصر نموذج الوسيط النزيه الذي يرفع راية الإنسانية فوق الانقسامات

 من هنا، وعلى صفحات جريدة «البوابة نيوز»، كان هذا الحوار الذي يأتي في لحظة فارقة من عمر المنطقة؛ لحظة شهد فيها العالم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، برعاية مصرية وبتوافق دولي واسع، ليبدأ فصلًا جديدًا من فصول البحث عن السلام المفقود.

‎المطران عازر، الذي يرى في القاهرة «بلده الثاني»، تحدّث بصراحة المحب وهدوء الراهب، فكانت كلماته نسيجًا من الشكر والعرفان لمصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، وإيمانًا عميقًا بأن الحياة انتصرت على الموت، والأمل انتصر على الحقد.

الوجود المسيحي في فلسطين مهدد 

 بين دعوةٍ للسلام وتحذيرٍ من التعصب، وبين خوف على الوجود المسيحي في الأرض التي وُلد فيها المسيح، ورجاء بأن يعلو صوت الإنسانية فوق كل انقسام… جاءت رسائل المطران لتضع خطوطًا مضيئة وسط العتمة.

فكان هذا الحوار:

نبدأ حوارنا بما وصلنا إليه من اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة كيف استقبلتم هذه الاتفاقية؟

بابتسامة هادئة قال المطران: “يسعدني أن أكون في القاهرة، بلد العرب وضميرهم، الذي وقف مع الشعب الفلسطيني وساهم بكل جهد في وقف إطلاق النار”.

ومضى قائلًا: “هذه الاتفاقية هي ثمرة جهود مصرية كبيرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتعاون مع الدول العربية والدول الصديقة، لضمان وقف نزيف الدماء. اليوم، نشعر بأن الحياة انتصرت على الموت، والأمل غلب الحقد”. 

إنها خطوة أولى نحو السلام الدائم، لكنها ليست النهاية، بل بداية مشوار طويل يتطلب استمرار العمل والتعاون.

1aa3152cb7.jpg

بعد هذه الاتفاقية، أصدرتم بيانًا بعنوان بيان بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، ما دلالاته؟ وماذا تريدون أن توصلوا للعالم؟ وما المخاوف حول الوجود المسيحي في فلسطين؟

قال المطران وهو يتأمل بحزن: “بيان رؤساء الكنائس كان شكرًا للعالم على وقوفه مع القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه رسالة أمل بأن السلام يجب أن يكون دائمًا، لا لحظة مؤقتة؛ كما ركز البيان على الحفاظ على الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، إذ هاجرت مئات العائلات بعد الحرب، وأصبح تراجع الأعداد المسيحية أمرًا مقلقًا”.

وأضاف: «الحفاظ على هذا الوجود ليس مجرد واجب ديني، بل مسؤولية إنسانية وحضارية. إن كل خطوة نحو السلام تحمي النسيج المجتمعي، وتمنح الشعب الفلسطيني القدرة على العيش بكرامة في وطنه».

هل تعتقدون أن الاتفاقية تمثل بداية سلام حقيقي أم مجرد هدنة مؤقتة؟

قال المطران بحزم: «أملنا أن تكون هذه الاتفاقية بداية لسلام دائم، يحقق العدالة والأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. فحل الدولتين هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام، بحيث يعيش الجميع بحرية وكرامة، بعيدًا عن الموت والكراهية».

كيف يمكن أن يتحقق مضمون هذه الاتفاقية على الأرض؟

قال المطران: دون جهود مصر والدول العربية والدول الدولية الداعمة، لما كان وقف إطلاق النار ممكنًا. القاهرة، بقيادة الرئيس السيسي، لعبت دور الوسيط النزيه، وضمنت التزامات الأطراف كافة. السلام على الأرض يتطلب متابعة مستمرة، بناء مؤسسات حقيقية، وضمان حقوق الإنسان لكل طرف، فهذا أساس السلام الحقيقي.

‎س: كيف يمكن أن تسهم القيادات الدينية في بناء الثقة بين الشعوب؟

بنظرة يملؤها الرجاء علق المطران: رجال الدين، مسيحيين ومسلمين ويهود، مطالبون بأن يكونوا سفراء للمحبة. وتابع: «علينا زرع قبول الآخر في النفوس، واحترام العقائد المختلفة، وتربية الأجيال على المحبة والتعايش. التربية الدينية الحقيقية تمنح الأمل، وتعلمنا أن نعيش مع بعضنا البعض بسلام، وتمنح شعوبنا القوة لمواجهة التحديات والظلم».

هل تعتقدون أن السلام العادل ممكن ان يتحقق في ظل الاحتلال؟

قال المطران بنبرة حزينة: السلام لن يتحقق طالما بقي الاحتلال قائمًا. الاحتلال في الضفة وغزة يعيق كل الشعور بالسلام، ويخلق شعورًا بالظلم وفقدان الأمل. العدالة وحقوق الإنسان أساس لأي سلام حقيقي.

837b98e986.jpg

كيف يؤثر الخطاب الديني على نجاح الاتفاقية؟

قال المطران: الخطاب الديني في الشرق الأوسط غالبًا ما يُستغل سياسيًا، وهذا يغذي النزاعات. التعصب الديني في الأوساط الإسرائيلية المسيحية، ووجود تيارات صهيونية متشددة، يبرر الاحتلال باسم الدين. وفي بعض الأوساط الإسلامية، الدين يُستخدم لتبرير العنف. كل هذا يعقد الوضع السياسي ويؤجج الصراع.

وأضاف: «لكن الحوار بين الأديان يمكن أن يقرب البشر من بعضهم، ويؤسس لبيئة تفاهم وسلام»

هل يمكن لواشنطن أن تكون ضامنًا حقيقيًا للاتفاقية؟

قال المطران: «أمريكا لها تأثيرها على إسرائيل، ودورها أساسي لتحقيق الالتزام بالاتفاقية. لكن السلام لا يقوم بالقوة فقط، بل بالعدالة والمتابعة الحقيقية لضمان حقوق الجميع».

كيف ترون إمكانية استغلال الزخم العالمي لصالح القضية الفلسطينية؟
‎قال المطران: الحرب أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة. الألم الذي شهده العالم أعاد الانتباه لمعاناة شعبنا، وهذا فرصة لإعادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى الصدارة عبر جهود سلام حقيقية.

كيف رأيتم دور مصر في هذا الملف؟
‎ابتسم المطران وقال: نفخر بعلاقتنا مع الشعب المصري، ونشكر الرئيس السيسي، على كل خطوة نحو إحلال السلام ووقف الحرب. مصر كانت ضامنًا نزيهًا ومبادرًا بحكمة لضمان حماية الأبرياء وحقن الدماء.

ما المطلوب عربيًا بعد هذا الاتفاق؟ هل يكفي الدعم السياسي أم نحتاج إلى مشروع يحيي الأمل من جديد؟

قال المطران: الدعم العربي خطوة كبيرة، لكن غزة بحاجة إلى إعادة بناء شامل، مدارس ومستشفيات ومراكز حيوية. الشعب الفلسطيني وحده لا يستطيع مواجهة هذه التحديات، ويدعو لمساندة الدول الشقيقة.

3b371ec47b.jpg

‎ما دور الكنيسة في دعم المشردين والمنكوبين في غزة والضفة؟

بوضوح وصراحة قال: المعاناة في غزة كانت كبيرة، وزار البطاركة المدينة وشاهدوا حجم الألم لجميع السكان، وليس فقط المسيحيين.

وأضاف: بعد وقف الحرب، نأمل أن نتمكن من الوصول إلى المتضررين، ودعمهم، وإعادة بناء المدن لتكون أماكن للسلام والأمل. الشعب الفلسطيني بحاجة إلى دعم عربي ودولي لضمان استمرار وجوده.

كيف يمكن للكنيسة الفلسطينية والمصرية العمل معًا كصوت للسلام الإنساني؟

قال المطران: رسالة الكنيسة اليوم هي الحفاظ على الوجود الفلسطيني في الأراضي المقدسة، وضمان استمرار التعايش بين مختلف الأديان. التعاون بين الكنائس يعزز السلام، ويؤكد أن الإنسانية فوق أي نزاع سياسي أو ديني.

انتشر فيديوهات لحركة حماس تقوم بإعدامات في الشوارع، كيف رأيتم ذلك؟

قال المطران بنبرة حزينة: ما فعلته حماس غير مقبول إطلاقًا، فالقتل باسم الدين أو السلطة يفتك بالمجتمع ويفكك النسيج الاجتماعي. الحق في الحياة حق مقدس يمنحه الله، ولا يجوز لأي طرف انتهاكه.

784f67fe25.jpg

كيف تردون على من يستخدم الدين لتبرير العنف؟

قال المطران: “الدين مرتبط بالله، والله يدعو إلى السلام والمحبة في كل الأديان. يجب أن يكون الدين وسيلة للتفاهم والتعايش، لا للحرب والدمار.”

كيف تواجهون المسيحية الصهيونية ومطالبة الكنيسة الفلسطينية بإيجاد لاهوت فلسطيني؟

قال المطران: نعمل على لاهوت فلسطيني يفسر الكتاب المقدس بطريقة تدعم الوجود المسيحي الفلسطيني ويعكس روح العدالة والإنسانية. هذا الرد على التيارات الصهيونية المتشددة، ويؤكد الحق الفلسطيني في أرضه.”

هل يمكن أن يكون لحوار الأديان حل للتعصب الديني وفصل الدين عن السياسة؟

ابتسم المطران وقال: نعم، الحوار بين الأديان يقرب الإنسان من الآخر، ويخلق بيئة للتفاهم والتعايش. السلام هو غاية ديننا ورسالتنا لكل البشرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق