في تطور جديد على الساحة الإقليمية، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم، أنه من المرجح إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر يوم الأحد المقبل، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
ساعر: نجري جميع الاستعدادات اللازمة.. والمساعدات الإنسانية ما زالت ممنوعة من الدخول عبر المعبر
يأتي هذا الإعلان في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، ووسط مطالبات دولية متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العالمية بضرورة فتح المعبر لإدخال المساعدات العاجلة إلى السكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
تنسيق إسرائيلي مصري محدود لعبور الأفراد فقط
وأوضح مكتب هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، في بيانٍ صدر اليوم، أن الاستعدادات جارية لفتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر، مشيرًا إلى أن إعادة الفتح ستقتصر على عبور الأفراد فقط دون السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف المكتب أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول المساعدات من هذا المعبر تحديدًا، لكنها تواصل السماح بمرور الإمدادات عبر معابر أخرى، من دون أن يحدد الكميات أو الوجهات بدقة.
تل أبيب تبرر الإغلاق بـ"تأخير حماس في تسليم رفات الرهائن"
وأرجع المكتب استمرار إغلاق معبر رفح أمام المساعدات إلى ما وصفه بأنه "تأخير من جانب حركة حماس في إعادة رفات الرهائن الإسرائيليين"، معتبراً ذلك انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ عدة أشهر.
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تواصل فيه إسرائيل تحميل حماس مسؤولية تعطيل الاتفاقات الإنسانية، بينما ترى منظمات دولية أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر للحصار والإغلاق المستمر.
مؤتمر نابولي.. تصريحات تعكس التوتر القائم
وجاء تصريح الوزير ساعر خلال مشاركته في مؤتمر دولي حول قضايا البحر الأبيض المتوسط بمدينة نابولي الإيطالية، حيث أكد أن بلاده تُجري جميع الاستعدادات الفنية واللوجستية اللازمة لإعادة فتح المعبر، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية حول آلية العمل أو المدى الزمني لاستمرار الفتح.
وأكد ساعر أن القرار قيد الدراسة بين الجهات الأمنية والسياسية المعنية، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات تعديل موعد إعادة الفتح أو تغيير طبيعته، تبعًا للتطورات الميدانية في القطاع.
الأمم المتحدة: غزة على حافة الكارثة
وفي المقابل، جددت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية دعواتها المتكررة إلى إعادة فتح معبر رفح بشكل عاجل، محذّرة من أن استمرار الإغلاق "يُفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في نهاية أغسطس الماضي عن وقوع المجاعة في مناطق عدة من قطاع غزة، في ظل حربٍ استمرت عامين، أدت إلى انهيار البنية التحتية وندرة الموارد الأساسية للسكان.
أهمية معبر رفح في ظل الظروف الحالية
يُعد معبر رفح أحد المعابر الحيوية والرئيسية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، ويُشكل منفذًا حيويًا لإدخال الإمدادات الطبية والغذائية، وخط تواصل إنسانيًا رئيسيًا للفلسطينيين مع الخارج.
وترى مصادر دبلوماسية أن إعادة فتح المعبر – حتى لو بشكل محدود – تمثل خطوة ضرورية نحو تخفيف الضغط الإنساني على سكان القطاع، وتمهيدًا لإحياء قنوات التعاون الإقليمي بين القاهرة وتل أبيب في إدارة الأوضاع الحدودية.
بين السياسة والإنسانية.. غزة تنتظر بصيص أمل
بين الحسابات السياسية والتوترات الأمنية، يبقى الجانب الإنساني هو الأكثر إلحاحًا في مشهد غزة. فبينما تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن مسؤولية تعطيل فتح المعبر، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر الجوع والمرض والعزلة.
إن قرار إعادة فتح معبر رفح – ولو مؤقتًا – قد يشكل بصيص أمل لأهالي غزة الذين أنهكتهم الحرب والحصار، لكنه في الوقت ذاته يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد: هل ستُغلب المصالح السياسية، أم تنتصر الإنسانية أخيرًا على المعاناة؟
0 تعليق