ضربة قاصمة لتنظيم داعش في قلب الساحل الإفريقي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تلقى تنظيم «داعش» في مالي ضربة موجعة بعد الإعلان عن مقتل عدد من قادته البارزين في عملية نوعية نفذتها القوات المسلحة المالية، بدعم من شركاء دوليين في مكافحة الإرهاب. تمثل العملية واحدة من أكثر الضربات دقة ضد التنظيم منذ توسع نشاطه في مناطق الشمال والوسط، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في القدرات الاستخباراتية والعسكرية للدولة المالية.

عملية نوعية تُعيد التوازن الميداني

بحسب الأجهزة الأمنية في باماكو، جاءت العملية بعد أشهر من المتابعة والرصد لتحركات القيادات المستهدفة، والتي كانت تنسق لهجمات ضد مواقع حكومية وقوافل مدنية.

يُعتقد أن من بين القتلى قياديون لعبوا دورًا محوريًا في إدارة العمليات اللوجستية والتمويل عبر طرق التهريب العابرة للحدود.
نجاح هذه العملية لا يقتصر على البعد العسكري فحسب، بل يحمل أيضًا رسالة سياسية قوية، مفادها أن الحكومة المالية عازمة على استعادة السيطرة على مناطق النفوذ التي حاولت التنظيمات المتطرفة تحويلها إلى «إمارات» إرهابية.

انعكاسات ميدانية وتوازنات جديدة

يأتي هذا التطور في وقتٍ يشهد فيه المشهد الأمني في مالي حالة من التعقيد، مع تصاعد المنافسة بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في منطقة الساحل.

 مقتل هؤلاء القادة قد يؤدي إلى خلخلة في البنية القيادية لـ«داعش» ويحد من قدرته على تنفيذ هجمات منسقة، لكنه في الوقت نفسه قد يدفع فلول التنظيم إلى تنفيذ عمليات انتقامية تستهدف المدنيين والقوات المشتركة.
ويرى خبراء أن هذه الضربة قد تمنح الجيش المالي مساحة زمنية لإعادة ترتيب صفوفه وتعزيز وجوده في المناطق النائية التي كانت خارج السيطرة.

أبعاد إقليمية وتحذيرات دولية

مراقبون إقليميون يرون أن نجاح مالي في توجيه ضربات دقيقة ضد الإرهاب قد يشجع دول الجوار، خصوصًا النيجر وبوركينا فاسو، على اتباع نهج استخباراتي مشترك أكثر فاعلية.

 إلا أن المخاوف تبقى قائمة من انتقال عناصر «داعش» إلى مناطق حدودية أخرى هربًا من الضغط العسكري، ما يجعل التنسيق الأمني الإقليمي أمرًا مصيريًا في المرحلة المقبلة.
وفي المقابل، حذرت منظمات دولية من تداعيات إنسانية محتملة إذا تصاعدت العمليات العسكرية في مناطق آهلة بالسكان.

معركة مستمرة

رغم أهمية مقتل القادة البارزين في إضعاف التنظيم، فإن الحرب ضد الإرهاب في مالي لم تنته بعد.

 فالتنظيمات المتطرفة ما زالت تمتلك شبكات تمويل محلية وخارجية، وتستغل هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لتجنيد الشباب.
ويبدو أن المرحلة المقبلة ستحدد ما إذا كانت هذه العملية ستفتح صفحة جديدة من الاستقرار، أم ستكون مجرد حلقة أخرى في صراع طويل مع الإرهاب في الساحل الإفريقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق