ليلٌ ثقيل خيَّم على قرية قصر الباسل التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، بعدما تحولت أحلام ثلاثة شبان بالعثور على كنز أثري إلى كابوس مأساوي انتهى بمصرعهم تحت أطنان من الرمال.
داخل منزل قديم يقف في أحد شوارع القرية الهادئة، بدأت المغامرة.
حفرةٌ عميقة تجاوزت الثلاثين مترًا، أدوات بدائية، وأملٌ في الثراء السريع، قبل أن تتحول اللحظات إلى فوضى وصراخ مع انهيار الحفرة فجأة، لتبتلع الشباب الثلاثة دون مقاومة.
لم يسمع أحد إلا أصوات استغاثة مكتومة، هرع الأهالي مذعورين، اتصلوا بالشرطة والحماية المدنية، ووقفوا مذهولين أمام المشهد؛ بيت مهدوم، وأرض ابتلعت أبناءها.
وصلت قوات الحماية المدنية بسرعة، وبدأت رحلة صعبة لانتشال الضحايا من عمق الأرض.
وبعد ساعات من الجهد والعرق، تمكن رجال الإنقاذ من إخراج جثة أحدهم، بينما ما زال اثنان تحت الركام، في إنتظار معجزةٍ تعيدهم إلى سطح الأرض ولو جثثًا صامتة.
ضحايا التنقيب عن الآثار بإطسا
الضحايا هم محمود خالد رياض (37 عامًا)، وشقيقه أحمد خالد رياض (32 عامًا)، ومحمد عادل (40 عامًا) من القاهرة.
ثلاثة شباب جمعتهم مغامرةٌ انتهت بالموت، وتركت خلفهم أمهاتٍ مفجوعات، وقريةً حزينة تروي تفاصيل المأساة حتى اللحظة.
قوات الشرطة فرضت كردونًا أمنيًا حول المكان، وتحفظت على أدوات الحفر، وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها، بينما تستمر جهود الحماية المدنية بحثًا عن الجثتين المفقودتين.
التنقيب عن الآثار
حادث جديد يضاف إلى سلسلة من الكوارث التي يخلّفها التنقيب غير المشروع عن الآثار، حين يتحول الحلم إلى مقبرة، والطمع إلى نهايةٍ مأساوية.
0 تعليق